التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1005 [ ص: 92 ]

حديث تاسع وستون ليحيى بن سعيد

مالك عن يحيى بن سعيد قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا ، وقبر يحفر بالمدينة ، فاطلع رجل في القبر ، فقال : بئس مضجع المومن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بئسما قلت ، فقال الرجل : إني لم أرد هذا ، إنما أردت القتل في سبيل الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا مثل للقتل في سبيل الله ، ما على الأرض بقعة هي أحب إلي أن يكون قبري بها منها ثلاث مرات .


وهذا الحديث لا أحفظه مسندا ، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره ، وفضائل الجهاد كثيرة جدا ، وأما تمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقتل في سبيل الله ، فمحفوظ من رواية الثقات .

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبي ، عن شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المومنين لا تطيب أنفسهم بأن تخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في [ ص: 93 ] سبيل الله ، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل .

قال : وأخبرني عمرو بن عثمان قال : حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ابن أبي عميرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر .

قال ، وأخبرنا يوسف بن سعيد قال : سمعت حجاج بن محمد قال : أخبرنا ابن جريج قال : حدثنا سليمان بن موسى قال : حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة ، وجبت له الجنة ، ومن سأل الله - عز وجل - القتل من عند نفسه صادقا ، ثم مات ، أو قتل فله أجر شهيد ، ومن جرح جرحا في سبيل الله ، أو نكب نكبة ، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران ، وريحها كالمسك ، ومن جرح جرحا في سبيل الله فعليه طابع الشهداء

التالي السابق


الخدمات العلمية