التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1773 [ ص: 112 ] حديث خامس وسبعون ليحيى بن سعيد

مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال : أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه ، فقال جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفيت شعلته ، وخر لفيه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بلى ، قال جبريل : فقل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء ، وشر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن


وهذا الحديث قد رواه قوم ، عن يحيى بن سعيد مسندا ، أخبرناه عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال : أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عياش الشامي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : - ليلة الجن - وهو مع جبريل - عليه السلام - وأنا معه ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ، وجعل العفريت يدنو [ ص: 113 ] ويزداد قربا ، فقال جبريل : ألا أعلمك كلمات تقولهن فيكب العفريت لوجهه ، وتطفأ شعلته ; قل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء ، وما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، فكب العفريت لوجهه ، وانطفأت شعلته .

قال أبو عمر :

محمد بن جعفر هذا هو ابن أبي كثير أخو إسماعيل بن جعفر وهما ثقتان ، وقد روى جعفر بن سليمان عن أبي التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن حنش أو قيل لعبد الرحمن بن حنش - وكان شيخا كبيرا - ، حدثنا ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف صنع حين كادته الجن ؟ قال : تحدرت عليه الشياطين من الأودية ، والشعاب يريدونه ، وكان فيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رآهم فزع منهم ، فقال له جبريل : قل ، قال : ما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن .

ذكره العقيلي قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن سفيان قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو [ ص: 114 ] التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن حنش - وكان رجلا كبيرا - فقال : كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كادته الجن ؟ فذكره .

وحدثنا بحديث عبد الرحمن بن حنش أبو عبد الله محمد بن إبراهيم قراءة مني عليه ، أن محمد بن أحمد بن يحيى حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن أيوب الرقي قال : حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن حنش وكان شيخا كبيرا قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كادته الشياطين ؟ قال : تحدرت عليه الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيهم شيطان معه شعلة نار ، يريد أن يحرقه بها ، فلما رآهم وجل ، وجاء جبريل - عليه السلام - فقال : يا محمد ، قل : قال : وما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات اللائي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، فطفئت شعلة نار الشيطان ، وهزمهم الله .

قال أبو بكر البزار : وهذا الحديث لا يعلم من رواه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عبد الرحمن بن حنش وليس له ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، - والله أعلم - غيره

التالي السابق


الخدمات العلمية