التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 184 ] حديث خامس من بلاغات مالك عمن يثق به

مالك عن الثقة عنده ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعيد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من نزل منزلا فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لن يضره شيء حتى يرتحل .


هكذا قال يحيى عن مالك عن الثقة عنده ، عن يعقوب وقال القعنبي وابن بكير وابن القاسم وابن وهب عن مالك أنه بلغه ، عن يعقوب والمعنى واحد ، ولم يكن مالك يروي إلا عن ثقة ويعقوب بن عبد الله بن الأشج ، يكنى أبا يوسف وهو أخو بكير بن عبد الله بن الأشج وهو من موالي المسور بن مخرمة وكان يعقوب هذا رجلا صالحا توفي بأرض الروم سنة إحدى وعشرين ومائة .

وبسر بن سعيد أحد فضلاء التابعين الجلة ، وقد ذكرناه فيما سلف من كتابنا ببعض أخباره ، وهو مولى لحضرموت توفي سنة مائة .

وهذا الحديث رواه ، عن يعقوب بن الأشج جماعة ثقات ، منهم : الحارث بن يعقوب وابن عجلان واختلفا عليه في إسناده .

أخبرنا محمد بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن معاوية قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يزيد [ ص: 185 ] بن أبي شبيب عن الحارث بن يعقوب عن يعقوب بن عبد الله عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم السلمية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من نزل منزلا ، ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك .

هكذا قال عن يزيد عن الحارث ، وغيره يقول فيه : عن الليث عن يزيد والحارث جميعا عن يعقوب وكذلك رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد والحارث جميعا ، عن يعقوب .

وأخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد بن معمر قال : حدثنا حبان قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا ابن عجلان عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك عن خولة بنت حكيم قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو أن أحدكم إذا نزل منزلا ، قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه .

قال أبو عمر :

أهل الحديث يقولون إن رواية الليث هي الصواب دون رواية ابن عجلان ورواية ابن وهب عن الليث أصح من رواية قتيبة عندي في هذا ، والله أعلم .

[ ص: 186 ] قال أبو عمر :

حديث ابن عجلان رواه ابن عيينة عن ابن عجلان عن يعقوب عن سعيد مرسلا .

ورواه بكير عن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد مرسلا ، والقول قول من وصله وأسنده ، وقد مضى ما فيه من القول فيما سلف من هذا الكتاب .

وفي الاستعاذة بكلمات الله أبين دليل على أن كلام الله منه تبارك اسمه وصفة من صفاته ليس بمخلوق ; لأنه محال أن يستعاذ بمخلوق ، وعلى هذا جماعة أهل السنة ، والحمد لله .

حدثنا أحمد بن فتح قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حامد البغدادي ( الباهلي ) المعروف بابن ثرثال قال : حدثنا الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي البلخي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه الحنظلي قال : ذكر سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال : أدركت الناس منذ سبعين سنة ، - وكان قد أدرك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن دونهم يقولون : الله - عز وجل - الخالق وما سواه مخلوق - إلا القرآن ، فإنه كلام الله ، منه خرج وإليه يعود .

أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال : أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن محمد بمصر ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال : حدثنا عثمان بن صالح قال : حدثنا ابن لهيعة قال : حدثني عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أدركه الليل ، وهو في أرض عدو [ ص: 187 ] أو مخافة قال : يا أرض ربي وربك الله ، آمنت بالذي خلقك وسواك ، أعوذ بالله من شر إنسك وجنك ، ومن شر كل حية ، وأسد ، وعقرب ، وأسود ، ومن ساكن البلد ، ومن شر والد وما ولد .

حدثنا سعيد بن عثمان قال : حدثنا أحمد بن دحيم قال : حدثنا أحمد بن داود بن سليمان .

قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي أنه سمع الزبير بن الوليد يحدث ، عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا ، أو سافر فأدركه الليل قال : يا أرض ، ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك ، وشر ما فيك ، وشر ما دب عليك ، أعوذ بالله من شر كل أسد ، وأسود ، وحية ، وعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن شر والد وما ولد .

وأخبرنا عبد الله حدثنا الحسن حدثنا عثمان بن محمد البغدادي حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن محمد الحربي حدثنا سعد بن عبد الحميد عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن مغيث عن صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ، ( ورب ) الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أظللن ، أسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من ( شرها ) وشر أهلها وشر ما فيها ، أسألك مودة خيارهم ، وأن تجنبني شرارهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية