التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1798 [ ص: 202 ] حديث سابع عمن يثق به

مالك عن الثقة عنده ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري عن أبي موسى الأشعري أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك فادخل ، وإلا فارجع .


يقال : إن الثقة ههنا ، عن بكير هو مخرمة بن بكير ويقال : بل وجده مالك في كتب بكير أخذها من مخرمة .

وقال عباس عن يحيى بن معين : مخرمة بن بكير ثقة ، وبكير ثقة ثبت .

وقال ابن البرقي : قال لي يحيى بن معين : كان مخرمة ثبتا ، ولكن روايته عن أبيه من كتاب وجده لأبيه لم يسمع منه ، قال : وبلغني أن مالكا كان يستعير كتب بكير فينظر فيها ، ويحدث عنها .

وتوفي بكير في زمان هشام وكان يكنى أبا المسور .

وقد ذكرنا طرق هذا الحديث في باب ربيعة من هذا الكتاب ، والحمد لله ، وهذا الإسناد من أحسن أسانيد هذا الحديث .

وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المومن قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني [ ص: 203 ] أبي قال : حدثني عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : سلم عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري على عمر بن الخطاب ثلاث مرات فلم يؤذن له ، فرجع فأرسل عمر في إثره لم رجعت ؟ قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع .

وحدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أحمد بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : قال : حدثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري .

قال : أحمد بن حنبل وحدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : استأذن أبو موسى على عمر ثلاثا فلم يأذن له فرجع ، فلقيه عمر فقال : ما شأنك رجعت ؟ قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع .

فقال : لتأتين على هذا ببينة ، أو لأفعلن ، وأفعلن ، فأتى مجلس قومه فناشدهم فقلت : أنا معك ، فقام رجلان فشهدا له فخلى عنه ، وهذا لفظ حديث داود .

حدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص بن غياث عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا استأذن المستأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع .

[ ص: 204 ] قال أبو عمر :

قد سمع أبو سعيد الخدري هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد بان ذلك في غير ما إسناد ، وقد ذكرنا بعض طرقها في بابربيعة فكان أبو سعيد مرة يرويه ، عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وإنما هي حكاية ، عن قصة أبي موسى فإذا قال : عن أبي موسى فإنه يريد بذلك على حسبما ذكره موسى بن هارون في حديث عمر بن سلمة عن البهزي في الحمار الوحشي ، وقد ذكرنا ذلك في باب يحيى بن سعيد من كتابنا هذا ، والحمد لله .

وقد ذكرنا معاني هذا الباب في باب ربيعة .

وظاهر هذا الحديث يوجب ألا يستأذن الإنسان أكثر من ثلاث ، فإن أذن له ، وإلا رجع ، وهو قول أكثر العلماء ، وإلى هذا ذهب ابن نافع .

وقال غيره : إن لم يسمع فلا بأس أن يزيد ، والاستئذان أن يقول : السلام عليكم أأدخل ؟

وقال بعضهم : المرة الأولى من الاستئذان : استئذان ، والمرة الثانية : مشورة هل يؤذن له في الدخول أم لا ؟ والثالثة علامة الرجوع ، ولا يزيد على الثلاث .

التالي السابق


الخدمات العلمية