التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 260 ] حديث تاسع عشر من البلاغات

مالك أنه بلغه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة : وأنا معه في البيت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : بئس ابن العشيرة ، ثم أذن له ، قالت عائشة : فلم أنشب أن سمعت ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه ، فلما خرج الرجل ، قلت : يا رسول الله ، قلت فيه ما قلت ، ثم لم تنشب أن ضحكت معه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن من شر الناس من اتقاه الناس لشره .


وهذا الحديث ، عند طائفة من رواة الموطأ ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد - أنه بلغه عن عائشة - ولم يذكر يحيى ، وجماعة معه يحيى بن سعيد في هذا الحديث ، وقد روي عن عائشة من وجوه صحاح من حديث عبد الله بن دينار ، عن عروة ، عن عائشة ، ومن حديث مجاهد ، عن عائشة ، ومن حديث ابن المنكدر ، عن عروة ، عن عائشة ، وهو حديث مجتمع على صحته ، وأصح أسانيده محمد بن المنكدر ، عن عروة ، عن عائشة ، حدثناه خلف بن القاسم قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الخصيب القاضي الخصيبي بمصر ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الفرياني قال : حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر [ ص: 261 ] المديني قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : سمعت محمد بن المنكدر ، يقول : حدثني عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول : استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة ، أو بئس أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له القول ، فلما خرج قلت : يا رسول الله ، قلت الذي قلت ، ثم ألنت له القول ، فقال : يا عائشة ، إن من شر الناس منزلة ، عند الله يوم القيامة من ودعه الناس اتقاء فحشه .

قال ابن المنكدر : لا أدري ، قال : تركه الناس أو ودعه الناس ، قال : سفيان فعجبت من حفظ ابن المنكدر .

وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثني الترمذي قال : حدثني الحميدي ، وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا بكر بن حماد قال : حدثنا مسدد قالا : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثنا محمد بن المنكدر أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن عائشة أنه سمعها تقول :

استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ائذنوا له فبيس ابن العشيرة ، أو قال : أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له القول ، فلما خرج ، قلت له : يا رسول الله ، قلت الذي قلت ، ثم ألنت له القول ؟ فقال : يا عائشة إن شر الناس منزلة ، عند الله يوم القيامة من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه .

[ ص: 262 ] قال الحميدي : قال سفيان : فقلت لمحمد بن المنكدر ، وأنت لمثل هذا تشك في هذا الحديث .

قال أبو عمر :

يعني قوله : بئس ابن العشيرة ، أو أخو العشيرة ، وقوله تركه أو ودعه الناس ، أي إن مثل هذا لا يسأل عنه ، ومن هذا الباب قوله - عليه السلام - : مداراة الناس صدقة .

ويقال إن الرجل الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بئس ابن العشيرة عيينة بن بدر الفزاري ، والله أعلم .

حدثنا خلف بن القاسم ، حدثنا أبو طالب العباس بن أحمد بن سعيد بن مقاتل بن صالح مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي قال : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن حسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن شرار الناس ، عند الله الذين يكرمون اتقاء شرهم .

حدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا بكر بن عبد الرحمن العطار بمصر ، قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان ، حدثنا أبو [ ص: 263 ] صالح عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : شرار الناس الذين يتقون بغير سلطان .

التالي السابق


الخدمات العلمية