التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 375 ] حديث رابع وأربعون من البلاغات

مالك أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إني لأنسى ، أو أنسى لأسن .


أما هذا الحديث بهذا اللفظ ، فلا أعلمه يروى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجه من الوجوه مسندا ، ولا مقطوعا من غير هذا الوجه ، والله أعلم ، وهو أحد الأحاديث الأربعة في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ، ولا مرسلة ، والله أعلم ، ومعناه صحيح في الأصول ، وقد مضت آثار في باب نومه ، عن الصلاة ، تدل على هذا المعنى ، نحو قوله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قبض أرواحنا لتكون سنة لمن بعدكم .

وقال - صلى الله عليه وسلم - إنما أنا بشر أنسى كما تنسون .

وثبت - صلى الله عليه وسلم - معلما ، فما سن لنا اتبعناه ، وقد بلغ ما أمر به ، ولم يتوفاه الله حتى أكمل دينه سننا وفرائض ، والحمد لله .

[ ص: 376 ] حدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا أبو الطيب ، وجيه بن الحسن بن يوسف قال : حدثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة القاضي ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا أبو بكر النهشلي ، حدثنا عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد ، عن أبيه ، عن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر ، أو العصر شك أبو بكر لا يدري أيهما ؟ قال عبد الرحمن : وقد سماها عبد الرحمن فصلى خمسا ، فقيل : يا رسول الله ، أزيد في الصلاة ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : صليت خمسا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إنما أنا بشر مثلكم أذكر كما تذكرون ، وأنسى كما تنسون

التالي السابق


الخدمات العلمية