التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 407 ] حديث ثان وخمسون من البلاغات

مالك أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل من الجعرانة

وهذا إنما أحفظه مسندا من حديث محرش الكعبي الخزاعي ، عن رجل من الصحابة قد ذكرناه ، ونسبناه في كتاب الصحابة ، ولا يعرف هذا الحديث إلا به ، والله أعلم ، وهو حديث صحيح من رواية أهل مكة ، حدثناه سعيد بن نصر - قراءة مني عليه - أن قاسم بن أصبغ حدثهم ، قال : حدثنا عبد الله بن روح المدائني قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : أخبرنا ابن جريج ، عن مزاحم بن أخي مزاحم ، عن عبد العزيز بن أبي عبد الله ، عن محرش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم الجعرانة معتمرا ، فدخل مكة ليلا ، فطاف بالبيت وبالصفا والمروة ، ثم أتى الجعرانة كالبائت ، فمر ببطن سرف ، ثم أتى المدينة .


هكذا قال شيخنا في هذا الإسناد : عبد العزيز بن أبي عبد الله ، وإنما هو عبد العزيز بن عبد الله ، ولكنه كذلك كان في كتاب قاسم في حديث عبد الله بن روح .

وحدثنا محمد بن خليفة قال : حدثنا محمد بن نافع قال : حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن ، حدثنا [ ص: 409 ] هشام بن سليمان ، وعبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج قال : أخبرني مزاحم بن أبي مزاحم ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن محرش الكعبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة حين أمسى معتمرا فدخل مكة ليلا ، فقضى عمرته ، ثم خرج من تحت ليلته ، فأصبح بالجعرانة كبائت حتى إذا زالت الشمس ، خرج من الجعرانة في بطن سرف حتى جامع الطريق طريق المدينة بسرف .

قال محرش : فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس .

وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا ابن عيينة ، عن إسماعيل بن أمية ، عن مزاحم ، عن عبد العزيز بن عبد الله أن محرش الكعبي أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر من الجعرانة ، ثم أصبح بمكة كبائت ، قال : فرأيت ظهره كأنه سبيكة فضة .

وروى معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطائف ، فكان بالجعرانة اعتمر منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية