التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 410 ] حديث ثالث وخمسون من البلاغات

مالك ، أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر ثلاثا عام الحديبية ، وعام القضية ، وعام الجعرانة .


وهذا يروى أيضا من وجوه قد ذكرنا كثيرا منها في باب هشام بن عروة .

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، وعمر بن حسين قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر ، اعتمر من الجحفة عام الحديبية ، فصده الذين كفروا في ذي القعدة سنة ست ، واعتمر من العام المقبل في ذي القعدة سنة ست ، واعتمر من العام المقبل في ذي القعدة سنة سبع آمنا هو وأصحابه ، ثم اعتمر الثالثة في ذي القعدة سنة ثمان حين أقبل من الطائف من الجعرانة .

قال أبو عمر :

هكذا كان ابن شهاب يقول كلهن في ذي القعدة ، وكذلك في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، وغيره ، وقد ذكرنا ذلك في باب هشام [ ص: 411 ] ابن عروة ، وفي حديث هشام بن عروة ، عن أبيه إحداهن في شوال ، واثنتان في ذي القعدة .

وروى معمر ، عن الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربعا فذكر مثل ما ذكر موسى بن عقبة عنه ، وزاد : منهن واحدة مع حجته ، وذهب إلى هذا جماعة ، وقد ذكرنا ذلك في باب هشام بن عروة ، عن أبيه من كتابنا هذا ، والحمد لله .

حدثنا إبراهيم بن شاكر قال : حدثنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي ، حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا سهل بن بكار ، حدثنا وهيب ، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن سعيد بن جبير ، وطلق بن حبيب ، وأبي الزبير ، عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر ثلاث عمر كلها في ذي القعدة ، إحداهن زمن الحديبية ، والأخرى في صلح قريش ، والأخرة مرجعه من الطائف زمن حنين من الجعرانة .

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المومن ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا يزيد ، أخبرنا زكرياء ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحج ثلاث عمر ، فقالت عائشة : لقد علم أنه اعتمر أربع عمر بعمرته التي حج فيها .

[ ص: 412 ] قال أبو عمر :

قد مضى القول في إيجاب العمرة ، وجوازها قبل الحج ، وجواز اعتمار عمر في عام واحد ، وما في ذلك كله للعلماء ، من المذاهب ، والتنازع ، والوجوه في باب عبد الرحمن بن حرملة من هذا الكتاب ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية