التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 432 ] حديث ثامن وخمسون من البلاغات

قال مالك : بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا في الصلاة المكتوبة .


قال أبو عمر :

روي الدعاء في الصلاة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه من حديث ابن مسعود ، وابن عباس ، وابن عمر ، وجبير بن مطعم ، وعائشة ، وغيرهم .

وهذا إجماع إذا كان الدعاء بما في القرآن ، وعند أهل العلم يدعو بما شاء في دين ، ودنيا ما لم يدع بإثم ، ولا قطيعة رحم .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا حيوة بن شريح ، قال : سمعت عقبة بن مسلم ، يقول : حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي ، عن الصنابحي ، عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذه بيده ، وقال : يا معاذ ، والله إني لأحبك ، وقال : أوصيك يا معاذ لا تدعن في كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، وأوصى بذلك معاذ الصنابحي ، وأوصى بذلك الصنابحي أبا عبد الرحمن .

حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن سليمان الأعمش ، قال : حدثني شقيق [ ص: 433 ] بن سلمة ، عن عبيد الله بن مسعود فذكر حديث التشهد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : ليتحر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به .

وثبت من حديث عائشة ، وابن عباس ، وأبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة المكتوبة ، وفي حديث أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أقرب ما يكون العبد من ربه ، وهو ساجد فأكثروا الدعاء .

والآثار في هذا كثيرة جدا ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية