التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1683 [ ص: 115 ] حديث أول لابن شهاب عن أنس

قد ذكرنا أنس بن مالك في كتابنا في الصحابة بما يغني ، عن ذكره هاهنا .

مالك ، عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال .


هكذا قال يحيى : " يهاجر " ، وسائر الرواة للموطإ يقول : " يهجر " ، واختصر هذا الحديث ( أبو نعيم ) الفضل بن دكين فخالف في لفظه جماعة الرواة عن مالك فقال فيه : حدثنا مالك عن ابن شهاب الزهري عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلقاه هذا فيعرض عنه وأيهما بدأ بالسلام سبق إلى الجنة .

[ ص: 116 ] حدثناه عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين فذكره ، وقد زاد سعيد بن أبي مريم في هذا الحديث ، عن مالك : ولا تنافسوا .

أخبرنا أحمد بن فتح وعبد الرحمن بن يحيى قالا : حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ( قال : حدثنا مالك ) عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تنافسوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال .

قال حمزة : لا أعلم أحدا قال في هذا الحديث عن مالك ولا تنافسوا ، غير سعيد بن أبي مريم وقد روى هذه اللفظة : ولا تنافسوا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس .

وفي هذا الحديث من الفقه أنه لا يحل التباغض ، لأن التباغض مفسدة للدين حالقة له , ولهذا أمر - صلى الله عليه وسلم - بالتواد ، والتحاب ، حتى قال : تهادوا تحابوا .

[ ص: 117 ] وروى مالك عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة ، والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : صلاح ذات البين ، وإياكم والبغضة ، فإنها ( هي ) الحالقة .

وكذلك لا يحل التدابر ، والتدابر : الإعراض وترك الكلام والسلام ( ونحو هذا ) وإنما قيل للإعراض تدابر ، لأن من أبغضته أعرضت عنه ، ومن أعرضت عنه وليته دبرك ، وكذلك يصنع هو بك ، ومن أحببته أقبلت عليه وواجهته لتسره ويسرك .

فمعنى " تدابروا ، وتقاطعوا ، وتباغضوا " معنى متداخل متقارب كالمعنى الواحد في الندب إلى التواخي والتحاب , فبذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معنى هذا الحديث ، وغيره وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الوجوب حتى يأتي دليل يخرجه إلى معنى الندب .

وهذا الحديث ، وإن كان ظاهره العموم فهو عندي مخصوص بحديث كعب بن مالك حيث أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يهجروه ، ولا يكلموه هو وهلال بن أمية ومرارة بن ربيعة لتخلفهم عن غزوة تبوك حتى أنزل الله - عز وجل - توبتهم [ ص: 118 ] وعذرهم ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أصحابه ) أن يراجعوهم الكلام ، وفي حديث كعب هذا دليل على أنه جائز أن يهجر المرء أخاه إذا بدت ( له ) منه بدعة أو فاحشة يرجو أن يكون هجرانه تأديبا له وزجرا عنها ، والله أعلم .

وكذلك قوله أيضا في هذا الحديث لا تحاسدوا يقتضي النهي عن التحاسد ، وعن الحسد في كل شيء على ظاهره ، وعمومه إلا أنه أيضا عندي مخصوص بقوله - صلى الله عليه وسلم - : لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار . هكذا رواه عبد الله بن عمر عن النبي ، صلى الله عليه وسلم .

وروى ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : لا حسد إلا في اثنتين ؛ رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به ليله ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها .

فكأنه - صلى الله عليه وسلم - على ترتيب الأحاديث وتهذيبها ، قال : لا حسد ، ولكن الحسد ينبغي أن يكون في قيام الليل والنهار بالقرآن ، وفي نفقة المال في حقه ، وتعليم العلم أهله [ ص: 119 ] ولا هجرة إلا لمن ترجو تأديبه ( بها ) أو تخاف ( من ) شره في بدعة أو غيرها ( والله أعلم ) .

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي قال : حدثنا علي بن حرب الطائي قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا حسد إلا في اثنتين ( رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل ، وآناء النهار ) ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار .

وقد روي هذا الحديث عن مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه ، ولكنه غريب لمالك ( وهو لا يصلح له ) وهو صحيح من حديث الزهري وروى يزيد بن الأخنس وكانت له صحبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث ابن عمر هذا سواء .

وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال : حدثنا محمد بن [ ص: 120 ] يوسف ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال : حدثنا قيس عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا حسد إلا في اثنتين ؛ رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها .

وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا يزيد بن هارون عن شيبان وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام زاد شيبان : عن مولى الزبير عن الزبير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دب إليكم داء الأمم قبلكم ؛ الحسد والبغضاء ، حالقتا الدين لا حالقتا الشعر .

قال أبو معاوية - يعني شيبان - في حديثه : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم .

[ ص: 121 ] وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا موسى بن معاوية قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني يعيش بن الوليد أن مولى الزبير بن العوام حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد والبغضاء ، وذكر الحديث .

حدثني عبد الرحمن بن مروان قال : حدثنا أحمد بن سليمان بن عمرو البغدادي ( بمصر ) قال : حدثنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عفير الأنصاري قال : حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الأصبهاني قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، قال : فطلع رجل من الأنصار ، وقد توضأ ولحيته تنطف ( ماء ) من وضوئه ، وقد علق نعليه بيده ، فلما كان الغد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل مقالته الأولى ، فطلع ذلك الرجل على مثل هيئته ، فلما قام ، [ ص: 122 ] تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص وقال : إنه لاحيت أبي وأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن آوي عندك حتى تمضي الثلاث فعلت ، فبات معه ثلاثا ، فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار من الليل أو تقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الصبح ، قال : فلما مضت الثلاث ليال وكدت أحتقر عمله قلت : يا عبد الله إنه لم يكن بيني وبين أبي هجرة ولا غضب ، غير أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ثلاث مرات : يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت ثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك ليلا لأنظر عملك فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لم أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه . فقلت : هو الذي بلغ بك ، وهو الذي لا نطيق .

قال أبو عمر :

قد ذم الله - عز وجل - قوما على حسدهم آخرين آتاهم الله من فضله فقال : [ ص: 123 ] أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وقال : ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض إلى قوله : واسألوا الله من فضله .

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي أن أباه أخبره ، قال : حدثنا عبد الله بن يونس قال : حدثنا بقي بن مخلد قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال لما رفع ( الله ) موسى نجيا رأى رجلا متعلقا بالعرش فقال : يا رب من هذا ، قال : هذا عبد من عبادي صالح إن شئت أخبرتك بعمله ، قال : يا رب أخبرني ، قال : كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله . قال : وحدثنا أبو بكر قال : حدثنا غندر عن شعبة عن أبي رجاء عن الحسن في قوله ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ، قال : الحسد .

وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة [ ص: 124 ] قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .

وحدثنا سعيد وعبد الوارث قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال : حدثنا سليمان بن بلال عن إبراهيم بن أبي أسيد عن جده ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .

وحدثنا أحمد بن فتح قال : حدثنا أبو أحمد بن المفسر قال : حدثنا محمد بن يزيد عن عبد الصمد قال : حدثنا موسى بن أيوب قال : حدثنا مخلد بن الحسين قال : حدثنا هشام عن الحسن قال : ليس أحد من ولد آدم إلا وقد خلق معه الحسد ، فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم [ ص: 125 ] لم يتبعه منه شيء . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد لا أحفظه في وقتي هذا أنه قال : إذا حسدتم ، فلا تبغوا ، وإذا ظننتم فلا تحققوا ، وإذا تطيرتم فامضوا ، وعلى الله فتوكلوا .

( وذكر عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ثلاث لا يسلم منهن أحد : الطيرة والظن والحسد . قيل : فما المخرج منهن يا رسول الله ، قال : إذا تطيرت فلا ترجع ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا حسدت فلا تبغ ) .

وذكر ( الحسن بن علي ) الحلواني قال : حدثنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : كذب على الحسن ضربان من الناس : قوم رأيهم القدر ، فيزيدون عليه لينفقوه في الناس ، [ ص: 126 ] وقوم في صدورهم حسد وشنآن ( وبغض ) للحسن فيقولون : أليس يقول كذا ؟ أليس يقول كذا ؟ .

قال : وحدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن زيد عن هشام قال : سمعت محمد بن سيرين يقول : ما حسدت أحدا شيئا قط برا ولا فاجرا .

قال أبو عمر :

تضمن حديث الزهري عن أنس في هذا الباب أنه لا يجوز أن يبغض المسلم أخاه المسلم ، ولا يدبر عنه بوجهه إذا رآه ، فإن ذلك من العداوة والبغضاء ، ولا يقطعه بعد صحبته له في غير جرم ، أو في جرم يحمد له العفو ( عنه ) ولا يحسده على نعمة الله عنده حسدا يؤذيه به ، ولا ينافسه في دنياه , وحسبه أن يسأل الله من فضله ، وهذا كله لا ينال شيء منه إلا بتوفيق الله تعالى . قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن أخاه ؟ فقال : لا أبا لك أنسيت إخوة يوسف ؟ وأصل التحاب والتواد المذكور في السنن معناه الحب في الله وحده تبارك اسمه , فهكذا المحبة بين أهل الإيمان , فإذا كان هكذا فهو من أوثق عرى الدين ، وإن لم يكن ، فلا تكن العداوة ولا المنافسة ولا الحسد ، لأن ذلك كله منهي عنه .

[ ص: 127 ] ولما كانت موالاة أولياء الله من أفضل أعمال البر ، كانت معاداة أعدائه كذلك أيضا ، وسيأتي هذا المعنى في باب أبي طوالة من هذا الكتاب ، إن شاء الله .

وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه ، أو يولد ( به ) على نفسه مضرة في دينه ، أو دنياه ، فإن كان ذلك فقد رخص له في مجانبته وبعده ، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية ( قال الشاعر :


إذا ما تقضى الود إلا تكاشرا فهجر جميل للفريقين صالح )



واختلفوا في المتهاجرين يسلم أحدهما على صاحبه أيخرجه ذلك من الهجرة أم لا , فروى ابن وهب عن مالك أنه قال : إذا سلم عليه فقد قطع الهجرة ، وكأنه - والله أعلم - أخذ هذا من قوله - صلى الله عليه وسلم - وخيرهما الذي يبدأ بالسلام أو من قول من قال : يجزئ من الصرم السلام . وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأحمد بن حنبل : إذا سلم عليه هل يجزيه ذلك من كلامه إياه ؟ فقال : ينظر في ذلك إلى ما كان عليه قبل أن يهجره ، فإن كان قد علم ( منه ) [ ص: 128 ] مكالمته ، والإقبال عليه ، فلا يخرجه من الهجرة إلا سلام ليس معه إعراض ولا إدبار ، وقد روي هذا المعنى عن مالك . قيل لمالك : الرجل يهجر أخاه ، ثم يبدو له فيسلم عليه من غير أن يكلمه . فقال : إن لم يكن مؤذيا له لم يخرج من الشحناء حتى يكلمه ويسقط ما كان من هجرانه إياه ، وقد ذكرنا في باب ابن شهاب عن عطاء بن يزيد في كتابنا هذا زيادة من الأثر المرفوع في ( معنى ) هذا الباب ، وذكرنا في هذا الباب قوله : ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم وفي ذلك دليل على فضل السلام لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود ، ولقد أحسن القائل :


قد يمكث الناس دهرا ليس بينهم     ود فيزرعه التسليم واللطف



التالي السابق


الخدمات العلمية