التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 142 ] [ ص: 143 ] مالك عن أبي الزبير المكي .

واسم أبي الزبير هذا محمد بن مسلم بن تدرس مولى حكيم بن حزام ، وقيل : مولى محمد بن طلحة ، والأول أصح وأكثر ، سكن مكة ومات بها سنة ثمان وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد ، وهو ابن أربع وثمانين سنة ، هذا قول الواقدي ، وقال علي بن المديني : مات أبو الزبير قبل عمرو بن دينار بسنة ، ومات عمرو بن دينار سنة ست وعشرين ومائة .

قال أبو عمر : كان أبو الزبير ثقة حافظا ، روى عنه مالك والثوري وابن جريج والليث بن سعد وابن عيينة وجماعة من الأئمة ، وكان شعبة يتكلم فيه ، ولا يحدث عنه ونسبه مرة إلى أنه كان يسيء صلاته ، ومرة إلى أنه وزن فأرجح .

[ ص: 144 ] وهو عند أهل الحديث حافظ متقن لا يلتفت فيه إلى قول شعبة .

قال معمر : ليتني لم أكن رأيت شعبة جعلني أني لا أكتب عن أبي الزبير ، ولا أحمل عنه ، وخدعني .

وقال يحيى بن معين : أبو الزبير ثقة ، وقال أحمد بن حنبل : أبو الزبير ليس به بأس .

وروى هشيم عن الحجاج بن أرطاة وابن أبي ليلى عن عطاء قال : كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا ، فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه فكان أبو الزبير من أحفظنا للحديث ، حدثناه خلف بن القاسم ، حدثنا ابن المفسر ، حدثنا أحمد بن علي بن سعيد ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا هشيم قال : حدثنا ابن أبي ليلى والحجاج بن أرطاة قالا : قال عطاء فذكره .

وذكره عبد الرزاق قال : أنبأنا عمرو بن قيس قال : كان عطاء بن أبي رباح وأصحابه إذا قدم جابر قدموا أبا الزبير أمامهم ليحفظ لهم .

[ ص: 145 ] أخبرنا خلف بن القاسم قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر البجلي قال : حدثنا أبو زرعة قال : أخبرنا ابن أبي عمر قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ما نازع أبو الزبير عمرو بن دينار في حديث ( قط ) إلا زاد عليه أبو الزبير .

وأخبرنا أحمد بن محمد قال : حدثنا أحمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن جرير قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا سفيان عن أبي الزبير قال : كان عطاء يقدمني إلى جابر فأتحفظ لهم الحديث ، وكان عطاء ربما سئل عن شيء فيقول للسائل ( سل ) أبا الزبير .

لمالك عنه في الموطأ من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية أحاديث متصلة مسندة .

التالي السابق


الخدمات العلمية