التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
555 مالك عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن أبي النضر السلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من [ ص: 87 ] الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار ، فقالت امرأة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، أو اثنان قال : أو اثنان .


( أبو النضر هذا مجهول في الصحابة والتابعين ) واختلف الرواة للموطأ فيه فبعضهم يقول : عن أبي النضر السلمي ، هكذا هكذا قال القعنبي وابن بكير ، وغيرهما ، وبعضهم يقول : عن أبي النضر ، وهو الأكثر والأشهر ، وكذلك روى يحيى بن معين ، وإن كانت النسخ أيضا قد اختلفت عنه في ذلك ، وهو مجهول لا يعرف إلا بهذا الخبر ( وقد قيل فيه عبد الله بن النضر ) وقال بعضهم فيه : محمد بن النضر ، ولا يصح ( وقال بعض المتأخرين فيه : إنه أنس بن مالك بن النضر ، نسب إلى جده ، وهذا جهل ; لأن أنس بن مالك ليس بسلمي من بني سلمة ، وإنما هو من بني عدي بن النجار ، وزعم قائل هذا أن أنس بن مالك يكنى أبا النضر ، وهذا مما لا يعلم ولا يعرف ، وكنية أنس بن مالك أبو حمزة بالإجماع ) .

[ ص: 88 ] وأما ما في هذا الحديث من المعاني فقد مضى القول فيها مستوعبا في باب ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ، والحمد لله .

( والذي له جاء هذا الحديث ، وله أورده مالك في موطئه الاحتساب في المصيبة ، والصبر لها ، وأحسن ما قيل في ذلك قول فضيل بن عياض الصبر على المصيبات أن لا تبث ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية