صفحة جزء
5030 - وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : اتركوا هذين حتى يفيئا " . رواه مسلم .


5030 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعرض ) بالتذكير ويؤنث ( أعمال الناس ) : يحتمل اختصاصه بالمؤمنين ، فإنهم الناس ( في كل جمعة ) : بضمتين ويسكن الثاني أي : أسبوع [ ص: 3150 ] ( مرتين ) : أي : عرضتين ( يوم الإثنين ويوم الخميس ) : نصب على الظرفية ، والأظهر أنهما بدل من مرتين ، لئلا يتوهم أن العرض مرتين في كل من اليومين . قال القاضي : أراد بالجمعة الأسبوع ، وعبر عن الشيء بآخره وما يتم له ويوجد عنده ، والمعروض عليه هو الله تعالى ، أو ملك وكله الله على جميع صحف الأعمال وضبطها والأول هو الصحيح لما سيأتي له التصريح ( فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا ) : قال التوربشتي : وجدناه في كتاب المصابيح إلا عبد على الرفع ، وهو في كتاب مسلم بالنصب وهو الأوجه ، فإنه استثناء من كلام موجب ، وبه وردت الرواية الصحيحة ( بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : اتركوا هذين ) : أو أوقفوا أمر مغفرتهما ( حتى يفيئا ) : مضارع مثنى من فاء إذا رجع أي حتى يرجعا من العداوة إلى المحبة ( رواه مسلم ) : ورواه الطبراني ، عن أسامة بن زيد بلفظ : " تعرض الأعمال على الله يوم الإثنين والخميس فيغفر الله إلا ما كان من متشاحنين أو قاطع رحم " وفي رواية الحكيم ، عن والد عبد العزيز ولفظه : " تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس على الله تعالى ، وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا ، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم " . وبهذه الأحاديث يظهر وجه حكمة النهي عن المهاجرة فوق ثلاث ، كيلا يقع محروما عن المغفرة في يومي عرض الأعمال ، والله أعلم بالأحوال .

التالي السابق


الخدمات العلمية