صفحة جزء
5053 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة " . رواه مسلم .


5053 - ( وعن ابن عباس قال : قال رسول الله ) : وفي نسخة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس ) : بالإضافة وهو كان رئيس عبد القيس ، وهي قبيلة وفي نسخة بالفتح ، على أنه غير منصرف ، وأن عبد [ ص: 3163 ] " القيس بدل منه أو عطف بيان له على حذف مضاف أي رئيس عبد القيس ، واسمه المنذر بن عائذ ، ولم يذكره المؤلف . ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ) أي : فيك وفي غيرك ( الحلم ) : وهو بكسر الحاء تأخير مكافأة الظالم في الأصل ، ثم يستعمل في العفو عن الذنب قيل : والمراد له هنا عدم استعجاله وتراخيه حتى ينظر في مصالحه . قلت : فيبقى مكررا مع قوله : ( والأناة ) : بفتح الهمزة على وزن نواة وهي اسم من التأني ، فقيل : معناه الوقار والتثبت ، وقيل : الثبات في الطاعات ، وقيل : المراد جودة نظره في العواقب . وضبطا في أصل السيد بالرفع فيهما وجوز نصبهما ، لكن الأظهر هو النصب على البدلية من الخصلتين كما حقق في قوله تعالى : الحمد لله رب العالمين وفي حديث " بني الإسلام على خمس " هذا وفي شرح السنة روي عن المنذر ، الأشج أنه قال : يا رسول الله ! أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما ؟ قال : " بل الله جبلك عليهما " قال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله اهـ . وإنما عطف رسوله عليه ; لأن محبته صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبته تعالى لا تنفك عنها ( رواه مسلم ) . وكذا الترمذي .

التالي السابق


الخدمات العلمية