صفحة جزء
5079 - وعن حارثة بن وهب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري " قال : والجواظ : الغليظ الفظ رواه أبو داود في " سننه " والبيهقي في " شعب الإيمان " وصاحب " جامع الأصول " فيه عن حارثة . وكذا في " شرح السنة " عنه ، ولفظه : قال : " لا يدخل الجنة الجواظ الجعظري " . يقال : الجعظري : الفظ الغليظ 5080 - وفي نسخ " المصابيح " عن عكرمة بن وهب ولفظه قال : والجواظ : الذي جمع ومنع . والجعظري : الغليظ الفظ . .


5079 - ( وعن حارثة بن وهب ) : قال المؤلف ، في فصل الصحابة : خزاعي أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه ، روى عنه أبو إسحاق السبيعي ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة الجواظ ) : بفتح جيم وتشديد واو وظاء معجمة ( ولا الجعظري ) : بفتح جيم وسكون عين مهملة وفتح ظاء معجمة فراء فتحتية مشددة ( قال ) أي : الراوي ( الجواظ : الغليظ الفظ ) : بتشديد الظاء أي : سيء الخلق . قال تعالى : ولو كنت فظا غليظ القلب فاللائق أن يفسر الجعظري بغليظ القلب ، وكان غلظ القلب إيماء إلى سوء باطنه من الأحوال ، والفظ إشارة إلى قبح ظاهره من الأفعال ، وقدم الجواظ إما لظهوره ، وإما لأن مدار الحكم عليه وإنما أتى بـ ( لا ) المزيدة إشارة إلى أن الموصوف بكل من الخصلتين لا يدخل الجنة مطلقا إن كان من المنافقين ، أو لا يدخلها مع الفائزين إن كان من المؤمنين ( رواه أبو داود ، والبيهقي في شعب الإيمان ) : قال الطيبي ، وقوله : الجواظ الغليظ الفظ كذا في سنن أبي داود والبيهقي ، وفي النهاية ، وشرح التوربشتي ، وكلام القاضي : الجواظ المختال ، وقيل : الجموع المنوع وقيل هو السمين ، وقيل الصياح المهذار ، والجعظري الفظ الغليظ ، وقيل القصير المنتفخ بما ليس عنده ، وقيل العظيم الجسم الأكول ، والمانع لمن شأنه هذا أن يدخل الجنة حيث يدخلها الآخرون عجبهم وسوء خلقهم وشرههم على الطعام وإفراطهم في الكلام اهـ .

والأظهر ما قدمناه من أن المراد غليظ القلب سيئ الخلق ، وسببه ما روى الخطيب عن عائشة مرفوعا " إن لكل شيء توبة إلا صاحب سوء الخلق ، فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه " . ( وصاحب جامع الأصول ) أي : ورواه أيضا ( فيه ) أي : في الجامع ( عن حارثة . وكذا في شرح السنة عنه ) أي : روي عن حارثة ( ولفظه ) أي : ولفظ ما في شرح السنة أو لفظ صاحب شرح أو لفظ حارثة في الشرح ( قال : لا يدخل الجنة الجواظ الجعظري ) أي : من غير عاطفة وزيادة لا ولعله عد الموصوفان واحدا لكمال الاتحاد بين الوصفين ، أو المراد الجامع بينهما فهو الفرد الكامل في القبح .

5080 - ( وفي نسخ المصابيح عن عكرمة بن وهب ) أي : في بعضها وإلا ففي أكثرها عن حارثة بن وهب ( ولفظه ) أي : لفظ المصابيح ، وفيه تجوز ( والجواظ : الذي جمع ) أي : مالا بما لا يجوز ( ومنع ) أي : منعه من الصرف فيما يجب عليه ( والجعظري : الغليظ الفظ ) .

[ ص: 3177 ] قال الطيبي : أشار المؤلف بهذا أن راوي الحديث في الأصول المذكورة ، هو حارثة بن وهب ، وهو صحابي . وفي نسخ المصابيح عن عكرمة بن وهب ، وقد قال الشيخ التوربشتي : لم يذكره أحد في الصحابة ، فالحديث مرسل حينئذ أي : إن صح كونه تابعيا ، وكذا قول الذي جمع ومنع ليس في الأصول ، وقد أثبت في حواشي المصابيح ، فألحق بالمتن وكذا قوله : الغليظ الفظ في المصابيح تفسير للجعظري ، وفي الأصول تفسير للجواظ . تم كلامه . وفي الجامع برواية الطبراني ، عن أبي الدرداء : " ألا أخبرك بأهل النار ؟ كل جعظري جواظ مستكبر جماع منوع ، ألا أخبرك بأهل الجنة ؟ كل مسكين لو أقسم على الله لأبره " .

التالي السابق


الخدمات العلمية