صفحة جزء
5166 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول العبد : مالي ، مالي . وإن ما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه لك ) . ( رواه مسلم ) .


5166 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول العبد ) أي : مع أن العبد وما في يده لمولاه ، ولا ينبغي له أن ينسب إلى نفسه شيئا ، كما قالته الصوفية الصفية ( مالي ، مالي ) أي : مالي كذا ، مالي كذا ، والمعنى يعده افتخارا أو يذكره احتقارا ، أو لم يعرف المقصود من المال ، ولا ما يترتب عليه من المآل من الوبال . ( وإن ما له من ماله ثلاث ) : " ما " الأولى موصولة وله صلته ، ومن ماله متعلق بالصلة ، وثلاث خبر ، وإنما أنثه على تأويل المنافع ، ذكره الطيبي رحمه الله ، والمعنى أن الذي يحصل له من ماله ثلاث منافع في الجملة ، لكن منفعة واحدة منها حقيقة باقية ، والباقي منها صورية فانية . ( ما أكل ) أي : ما استعمل من جنس المأكولات والمشروبات ، ففيه تغليب أو اكتفاء ( فأفنى ) أي : فأعدمهما ( أو لبس ) أي : من الثياب ( فأبلى ) أي : فأخلقها ( أو أعطى ) أي : لله تعالى ( فاقتنى ) أي : جعله قنية وذخيرة للعقبى ( وما سوى ذلك ) أي : وما عدا ما ذكر من سائر أنواع المال من المواشي والعقار والخدم والنقود والجواهر ونحو ذلك . ( فهو ) أي : العبد ( ذاهب ) أي : عنه ( وتاركه للناس ) أي : من الورثة أو غيرهم بلا فائدة راجعة إليه ، مع أن مطالبة المحاسبة والمعاقبة عليه . ( رواه مسلم ) .

[ ص: 3235 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية