صفحة جزء
5177 - وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه .


5177 - ( وعن سهل بن سعد ) أي : الساعدي الأنصاري ، صحابيان جليلان ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كانت الدنيا تعدل " ) : بفتح التاء وكسر الدال أي : تزن وتساوي ( " عند الله جناح بعوضة " ) أي : ريشة ناموسة وهو مثل للقلة والحقارة والمعنى أنه لو كان لها أدنى قدر ( " ما سقى كافرا منها " ) أي : من مياه الدنيا ( " شربة ماء " ) أي : يمنع الكافر منها أدنى تمتع ، فإن الكافر عدو الله ، والعدو لا يعطي شيئا مما له قدر عند المعطي فمن حقارتها عنده لا يعطيها لأوليائه ، كما أشار إليه حديث : " إن الله يحمي عبده المؤمن عن الدنيا ، كما يحمي أحدكم المريض عن الماء " ، وحديث : " ما زويت الدنيا عن أحد إلا كانت خيرة له " ، ومن كلام الصوفية : إن من العصمة أن لا يقدر . وفي دعائه صلى الله تعالى عليه وسلم الجامع المانع القائم في مقام الرضا القانع بما جرى عليه من القضاء ، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب ، اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب ، ومن دناءتها لديه أن يكثرها على الكفار والفجار ، بل قال تعالى : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة الآية . وقال - صلى الله عليه وسلم - لعمر : " أما ترضى أن يكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " . قال تعالى : وما عند الله خير للأبرار ، ورزق ربك خير وأبقى " رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه " : وكذا الضياء ، وقال الترمذي : حديث صحيح .

[ ص: 3242 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية