صفحة جزء
5188 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام على حصير ، فقام وقد أثر في جسده فقال ابن مسعود يا رسول الله : لو أمرتنا أن نبسط لك ونعمل فقال : " ما لي وللدنيا ؟ وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها " . رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه .


5188 - ( وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نام على حصير ، فقام ) أي : عن النوم ( وقد أثر ) أي : أثر الحصير ( في جسده ) أي : غاية التأثير ( فقال ابن مسعود : لو أمرتنا أن نبسط ) : بضم السين ويحتمل أن تكون " لو " للتمني ، وأن تكون للشرطية ، والتقدير : لو أذنت لنا أن نبسط لك ) : فراشا لينا ( ونعمل ) أي : لك ثوبا حسنا . أي : لكان أحسن من اضطجاعك على هذا الحصير الخشن ، ( فقال : " ما لي وللدنيا ؟ وما أنا والدنيا " ) : " ما " نافية أي : ليس لي ألفة ومحبة مع الدنيا ولا للدنيا ألفة ومحبة معي حتى أرغب إليها ، وأنبسط عليها ، وأجمع ما فيها ولذتها أو استفهامية أي : ألفة ومحبة لي مع الدنيا أو أي شيء لي مع الميل إلى الدنيا أو ميلها إلي ، فإني طالب الآخرة وهي ضرتها المضادة لها . هذا وقال الطيبي رحمه الله ، قوله : ونعمل متعلقة محذوف ، فيقدر من جنس الكلام السابق ، وهو وجود التنعم والتلذذ بالأغراض الدنيوية أعم من أن يكون بساطا ، ومن ثم طابقه قوله : " ما لي وللدنيا " أي : ليس حالي مع الدنيا . ( " إلا كراكب " ) أي : إلا [ ص: 3248 ] كحال راكب ( " استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها " ) : وهو من التشبيه التمثيلي ، وهو التشبيه بسرعة الرحيل : وقلة المكث ، ومن ثم خص الراكب واللام في للدنيا مقحمة للتأكيد إن كان الواو بمعنى " مع " وإن كان للعطف ، فالتقدير ما لي مع الدنيا وما الدنيا معي . ( رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ) : وكذا الحاكم والضياء .

التالي السابق


الخدمات العلمية