صفحة جزء
5245 - ورواه ابن ماجه عن أبي سعيد إلى قوله ( في زمرة المساكين ) .


5245 - ( وروى ) : وفي نسخة ورواه ( ابن ماجه عن أبي سعيد إلى قوله : " زمرة المساكين " ) : قال ميرك نقلا عن المنذري : ورواه الحاكم أي : عن أبي سعيد وزاد : " وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة " . وقال : صحيح الإسناد ، ورواه أبو الشيخ والبيهقي عن عطاء بن أبي رباح ، سمع أبا سعيد يقول : أيها الناس لا يحملنكم العسر على طلب الرزق من غير حله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : " اللهم توفني فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في زمرة المساكين ، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة " قال أبو الشيخ : زاد عليه غير أبي زرعة عن سليمان بن عبد الرحمن : ولا تحشرني في زمرة الأغنياء . قلت : إن لم يكن دليل آخر غير هذا الحديث الشريف لكفى حجة واضحة وبينة لائحة على أن الفقير الصابر خير من الغني الشاكر .

وأما حديث : الفقر فخري وبه أفتخر فباطل لا أصل له على ما صرح به الحفاظ مثل العسقلاني وغيره .

وأما حديث : كاد الفقر أن يكون كفرا فهو ضعيف جدا ، وعلى تقدير صحته ، فهو محمول على الفقر القلبي المؤدي إلى الجزع والفزع بحيث يفضي إلى عدم الرضا بالقضاء ، والاعتراض على تقسيم رب الأرض والسماء ، ولذا قال صلى الله تعالى عليه وسلم : " ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس " وقد روي : الفقر أزين على المؤمن من العذار الحسن على خد العروس ، رواه الطبراني عن شداد بن أوس .

وروي : الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة . رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس . وروي : الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة ، ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين . رواه ابن عساكر عن عمر .

[ ص: 3284 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية