صفحة جزء
5288 - وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا استعمله " . فقيل : وكيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : " يوفقه لعمل صالح قبل الموت " . رواه الترمذي .


5288 - ( وعن أنس أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : " إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا " ) أي : في عاقبته ( " استعمله " ) أي : جعله عاملا ( " في الطاعة " ) : فإنه الفرد الأكمل عند إطلاق العمل ( " فقيل : وكيف يستعمله يا رسول الله ؟ " ) أي : والحال أنه دائم الاستعمال ( قال : " يوفقه لعمل صالح قبل الموت " ) . أي : حتى يموت على التوبة والعبادة ، فيكون له حسن الخاتمة ، وزاد في الجامع : ثم يقبضه عليه . ( رواه الترمذي ) أي : وقال : صحيح الإسناد نقله ميرك عن التصحيح ، ورواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما . ذكره المنذري ، وفي الجامع : رواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم ، ورواه الطبراني عن أبي أمامة ولفظه : " إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته " . قالوا : وما طهر العبد ؟ قال : عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه " . ورواه أحمد والطبراني عن أبي عنبسة ولفظه : " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله " بفتح العين والسين المهملة قالوا : وما عسله ؟ بالضبط المذكور على الحكاية . قال : " يفتح له عملا صالحا قبل موته ، ثم يقبضه عليه " . ورواه أحمد والحاكم عن عمرو بن الحمق بفتح فكسر ولفظه : " إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله " . قيل : وما استعمله ؟ قال : يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله . هذا ورواه أحمد وابن حبان عن أبي سعيد مرفوعا : " إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الخير لم يعمله ، وإذا سخط على العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الشر لم يعمله " انتهى ، وكأن العمل في الموضعين مبني على نيته ، أو محمول على أخذ عبادة ظالم لمظلوم ووضع مظلمة عن مظلوم على ظالم ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية