صفحة جزء
5317 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ، وفي رواية : يحبه الناس عليه . قال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " . رواه مسلم .


5317 - ( وعن أبي ذر قال : قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم : أرأيت ) أي : أخبرني كما قاله شارح ، فقوله : ( الرجل يعمل العمل ) مبتدأ وخبر في محل النصب ، وقال الطيبي - رحمه الله - : أي : أخبرنا بحاله ، فالرجل منصوب بنزع الخافض ، والمراد بالعمل جنسه ، وقوله : ( من الخير ) بيان له ، ومن المعلوم أن لا خير في العمل للرياء فيكون عمله خالصا ( ويحمده الناس عليه ) أي : يثنونه على ذلك العمل ، أو على ذلك الخير ( وفي رواية : ويحبه الناس ) أي : يعظمونه ( عليه ) أي : على ذلك الخير أو لأجل ذلك العمل ( قال : " تلك " ) أي : المحمدة ، أو المحبة ، أو الخصلة ، أو المثوبة ( " عاجل بشرى المؤمن " ) أي : معجل بشارته ، وأما مؤجلها فباق إلى يوم آخرته ، وظاهره أنه يستوي فيه أنه يعجبه حمدهم ومحبتهم أولا ، والثاني أولى ، والأول أظهر ، وسيجيء التصريح به في حديث أبي هريرة من الفصل الآتي . قال المظهر : أي أخبرنا بحال من يعمل عملا صالحا لله تعالى لا للناس ويمدحونه ، هل يبطل ثوابه ؟ فقال - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " تلك عاجل بشرى المؤمن " يعني : هو في عمله ذلك ليس مرائيا فيعطيه الله تعالى ثوابين في الدنيا وهو حمد الناس له ، وفي الآخرة ما أعد له . ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية