صفحة جزء
الفصل الثاني

5318 - عن أبي سعد بن أبي فضالة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا ، فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " . رواه أحمد .


الفصل الثاني

5318 - ( عن أبي سعد بن أبي فضالة ) بفتح الفاء . قال الطيبي - رحمه الله - : أبو سعد بسكون العين كذا في مسند أحمد ، وفي الاستيعاب وجامع الأصول ، وفي نسخ المصابيح أبو سعيد بياء بعد العين ، انتهى . قال الجزري : هو تصحيف . وقال المؤلف : اسمه كنيته ، وهو حارثي أنصاري يعد في أهل المدينة . ( عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم " ) أي : لحسابه وجزائه ( " لا ريب فيه " ) أي : في وقوع ذلك اليوم أو في حصول ذلك الجمع . قال الطيبي - رحمه الله - : اللام متعلق بجمع ومعناه جمع الله الخلق ليوم لا بد من حصوله ، ولا يشك في وقوعه لتجزى كل نفس بما كسبت ، وقوله يوم القيامة توطئة له ، ويجوز أن يكون ظرفا لجمع ، كما جاء في الاستيعاب : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ، الحديث . فعلى هذا قوله ليوم مظهر وقع مقام المضمر ، أي : جمع الله الخلق يوم القيامة ليجزيهم فيه . ( " نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا " ) منصوب على أنه مفعول أشرك ، أي : أحدا غير الله ; ولذا قال : ( " فليطلب ثوابه من عند غير الله " ) ولعل وجه العدول عن قوله : من عنده ، أو من عند ذلك الأحد ، ما يحصل به من إبهام الإيهام ، ويخل به مقام المرام . ( " فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " ) ، فهذا الحديث يؤيد ما قررناه آخرا في معنى الحديث الأول ، فتأمل . ( رواه أحمد ) ، وكذا الترمذي ، وابن ماجه ، ورجاله رجال مسلم إلا زياد بن مينا ، وقد وثقوه ، ورواه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي ذكره ميرك .

[ ص: 3334 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية