صفحة جزء
23 - وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ، يدعون له الولد ، ثم يعافيهم ويرزقهم ) . متفق عليه .


23 - ( وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أحد أصبر ) أي ليس أحد أشد صبرا ، والصبر حبس النفس عما تشتهيه أو على ما تكره ، وهو في صفة الباري تأخير العذاب عن مستحقه ( على أذى ) : قيل : إنه اسم مصدر آذى يؤذي بمعنى المؤذي صفة محذوف ، أي كلام مؤذ قبيح صادر من الكفار ، وقوله : ( يسمعه ) صفة " أذى " وهو تتميم ؛ لأن المؤذى إذا كان بمسمع من المؤذي كان تأثير الأذى أشد ، وهذا [ ص: 97 ] بالنسبة إلينا ، وإلا فالمسموع وغيره معلوم عنده تعالى ( من الله ) متعلق بقوله : أصبر لا بـ " يسمعه " ( يدعون ) : بسكون الدال ، وقيل بتشديدها ( له الولد ) : والجملة استئناف بيان للأذى ( ثم يعافيهم ) بدفع المضرة عنهم ( ويرزقهم ) : بإيصال المنفعة إليهم . انظر فضله وإنعامه في معاملته مع من يؤذيه ، فما ظنك بمن يحتمل الأذى عمن يعصيه ، ويمتثل ارتكاب طاعاته واجتناب مناهيه . وفيه إرشاد لنا إلى تحمل الأذى وعدم المكافأة ، والتخلق بأخلاق الله تعالى ( متفق عليه ) ورواه النسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية