صفحة جزء
[ ص: 3428 ] [ 2 ] باب أشراط الساعة

الفصل الأول

5437 - عن أنس - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل . ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، ويكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد " . " . وفي رواية : " يقل العلم ويظهر الجهل " . متفق عليه .


[ 2 ] باب أشراط الساعة

أي : علامات القيامة ، ففي النهاية : الأشراط العلامات ، واحدتها شرط بالتحريك ، وبه سميت شرط السلطان ، لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها ، هكذا قال أبو عبيدة . وحكى الخطابي ، عن بعض أهل اللغة أنه أنكر هذا التفسير ، وقال : أشراط الساعة ما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة اهـ . وكأنه أخذه مما ذكره صاحب القاموس : أن الشرط محركة العلامة ، وأول الشيء ، ورذائل المال وصغارها ، وهو لا ينافي أن يكون الشرط له معنيان ، كل واحد منهما يصلح للمقام ، فلا وجه للإنكار ، مع أن قوله : ما ينكره الناس ليس على إطلاقه ; إذ قد يوجد في الناس من لا ينكر صغار أمور الساعة ; لما حصل له من علم اليقين من صاحب السيادة والسعادة أولا ، وزيادة عين اليقين في مقام المشاهدة آخرا .

الفصل الأول

5437 - ( عن أنس قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم " ) أي : يرتفع إما بقبض العلماء ، وإما بخفضهم عند الأمراء ( " ويكثر الجهل " ) أي : بغلبة السفهاء ( " ويكثر الزنا " ) أي : لأجل قلة الحياء ( ويكثر شرب الخمر " ) : بضم الشين وفتحها ، وقرئ بهما في المتواتر عند قوله تعالى : فشاربون شرب الهيم ، ويجوز كسرها ، ففي القاموس : شرب كسمع شربا ، ويثلث ، ثم كثرة شرب الخمر مورثة لكثير من الفساد في البلاد والعباد ، فيحصل الاعتداء . ( " ويقل الرجال " ) أي : وجودهم المطلوب منه نظام العالم ، ( " ويكثر النساء " ) أي : ممن لا يتعلق بظهورهن الأمر الأهم ، بل وجودهن مما يكثر الغم والهم ، ويقتضي تحصيل الدينار والدرهم ، ( " حتى يكون لخمسين امرأة القيم " ) : بكسر التحتية المشددة أي : القائم ( " الواحد " ) أي : المنفرد لمصالحهن ، وليس المراد أنهن زوجات له ، بل أعم منها ومن الأمهات والجدات والأخوات والعمات والخالات .

( وفي رواية : " يقل العلم ، ويظهر الجهل " ) : والظاهر أنهما بدلان من ( يرفع ويكثر ) ، فالتقدير : أن يقل العلم ويظهر الجهل ، ولعل هذه الرواية مبنية على أول الأمر ، فإن مآل آخره إلى رفع العلم بالكلية ، كما جاء في حديث رواه السجزي عن ابن عمر مرفوعا : " لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن والقرآن " . وفي حديث أحمد ، ومسلم ، والترمذي عن أنس : " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله " . ( متفق عليه ) ، ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، ذكره السيد جمال الدين - رحمه الله - وفي الجامع : رواه أحمد ، والشيخان ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أنس بلفظ : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويفشو الزنا ، ويشرب الخمر ، ويذهب الرجال ، ويبقى النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد " .

وفي رواية لأحمد والشيخين ، عن ابن مسعود وأبى موسى مرفوعا : " إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج والمرج وهو القتل " .

[ ص: 3429 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية