صفحة جزء
5443 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، ويقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو " . رواه مسلم .
5443 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب " ) ، الظاهر أن القضية متحدة والرواية متعددة ، فالمعنى عن كنز عظيم مقدار جبل من ذهب ، ومحتمل أن يكون هذا غير الأول ، ويكون الجبل معدنا من ذهب ، ( " يقتتل الناس عليه " ) أي : على تحصيله وأخذه ، ( " فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون " ) أي : من الناس المتقاتلين ، ( " ويقول كل رجل منهم " ) أي : من الناس ، أو من التسعة والتسعين ( " لعلي أكون أنا الذي أنجو " ) . قال الطيبي رحمه الله : هو من باب قوله :


أنا الذي سمتني أمي حيدره



أي : أنا الذي ينجو ، فنظر إلى المبتدأ فحمل الخبر عليه لا على الموصول اهـ . أي : يرجو كل واحد منهم أن يكون هو الناجي فيقتل الباقي في الحال رجاء أن ينجو في المآل فيأخذ المال ، وهذا من سوء الآمال وتضييع الأعمال . قال الطيبي - رحمه الله : فيه كناية ; لأن الأصل أن يقال : أنا الذي أفوز به ، فعدل إلى أنجو ; لأنه إذا نجا من القتل تفرد بالمال وملكه . ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية