صفحة جزء
5465 وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : بادروا بالأعمال ستا الدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة ، وخويصة أحدكم " . رواه مسلم .


5465 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " بادروا " ) أي : أسرعوا وسابقوا ( " بالأعمال " ) أي : الصالحة النافعة في الآخرة ( " ستا " ) أي : ستة آيات ، أي : علامات لوجود الساعة ; إذ يعسر العمل ويصعب فيما بعدها ، أو لم يقبل ولم يعتبر بعد تحققها ، ( " الدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة " ) أي : الفتنة التي تعم الناس ، أو الأمر الذي يستبد به العوام ، ويكون من قبلهم دون الخواص من تأمير الأمة ، ( " وخويصة أحدكم " ) : بضم وفتح وسكون وتشديد ، وهو تصغير خاصة أي : الوقعة التي تخص أحدكم ، قيل : يريد الموت ، وقيل : هي ما يختص به الإنسان من الشواغل المتعلقة في نفسه وماله وما يهتم به ، وصغرت لاستصغارها في جنب سائر الحوادث من البعث والحساب وغير ذلك ، ويؤيده ما قررناه بحسب ما حررناه ما قاله الشارح بعين ما ذكرناه ، أي : قبل ظهور الآيات الست المذكورة في الحديث ; لأن ظهورها يوجب عدم قبول إيمان اليأس ; لكونها ملجئة إلى الإيمان ، فلا ثواب للمكلف عند الإلجاء على عمله ، فإذا انقطع الثواب انقطع التكليف . وقال القاضي : أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات ، فإنها إذا نزلت دهشتهم وشغلتهم عن الأعمال ، أو سد عليهم باب التوبة وقبول الأعمال . وفي الفائق : معنى مبادرة الست بالأعمال : الانكماش في الأعمال الصالحة ، والاهتمام بها قبل وقوعها ، وتأنيث الست لأنها دواء ومصائب . ( رواه مسلم ) ، وكذا أحمد في مسنده .

[ ص: 3451 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية