صفحة جزء
5526 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " الشمس والقمر مكوران يوم القيامة " . رواه البخاري .


5526 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " الشمس والقمر مكوران " ) : بتشديد الواو المفتوحة وتذكيره لتغليب القمر ; لأنه المذكر أو باعتبار الكوكبين النيرين ، وقوله : ( يوم القيامة ) : ظرف له ، والتكوير معناه اللف ، ومنه تكوير العمامة ، وقال تعالى : يكور الليل على النهار وهو معنى الجمع في قوله تعالى : وجمع الشمس والقمر ، قال التوربشتي : يحتمل أنه من التكوير الذي هو بمعنى اللف الجمع ، أي : يلف صورهما لنا ; فيذهب انبساطهما في الآفاق ، ويحتمل أن يراد به رفعهما ; لأن الثوب إذا طوي رفع ، ويحتمل أن يكون من قولهم طعنة مكورة من كوره إذا ألقاه ، أي : ملقيان من فلكهما ، وهذا التفسير أشبه بنسق الحديث لما في بعض طرقه مكوران في النار ، فيكون تكويرها فيها ليعذب بهما أهل النار ، لا سيما عباد الأنوار ، ولا يعذبان في النار ، فإنهما بمعزل عن التكليف ، بل سبيلهما في النار سبيل النار نفسها ، وسبيل الملائكة الموكلين بها . ( رواه البخاري ) ، وروى ابن مردويه عن أنس : الشمس والقمر ثوران عقيران في النار ، إن شاء أخرجهما ، وإن شاء تركهما ، والعقير : الزمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية