صفحة جزء
5540 - وعن المقداد - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما " ، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه . رواه مسلم .


5540 - ( وعن المقداد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : تدنو الشمس ) أي : تقرب ( يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم ) أي : الشمس والمراد جرمها ( كمقدار ميل ) : تقديره حتى يكون مقدار قرب الشمس منهم مثل مقدار ميل ، نظيره قوله تعالى : فكان قاب قوسين أي : كان قرب رسول الله من جبريل ، أو من مكان القرب مثل مقدار قوسين . وفي شرح السنة قال سليم : لا أدري أي الميلين يعني مسافة الأرض ، أو الميل الذي يكحل به العين ، ( فيكون الناس على قدر أعمالهم ) أي : السيئة ( في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ) أي : تقريبا ; فيقبل النقصان والزيادة ، ( ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ) : الحقو : الخصر ومشد الإزار ، ( ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما ، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه ) أي : فمه . قال ابن الملك : إن قلت : إذا كان العرق كالبحر يلجم البعض ، فكيف يصل إلى كعب الآخر ؟ قلنا يجوز أن يخلق الله تعالى ارتفاعا في الأرض تحت أقدام البعض ، أو يقال يمسك الله تعالى عرق كل إنسان بحسب عمله ; فلا يصل إلى غيره منه شيء ، كما أمسك جرية البحر لموسى - عليه الصلاة والسلام - قلت : المعتمد هو القول الأخير ; فإن أمر الآخرة كله على وفق العادة ، أما ترى أن شخصين في قبر واحد يعذب أحدهما وينعم الآخر ، ولا يدري أحدهما عن غيره ، ونظيره في الدنيا نائمان ، مختلفان في رؤياهما ، فيحزن أحدهما ويفرح الآخر ، بل شخصان قاعدان في مكان واحد أحدهما في عليين ، والآخر في أسفل سافلين ، أو أحدهما في صحة والآخر في وجع أو بلية . ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية