صفحة جزء
[ ص: 3536 ] [ 4 ] باب الحوض والشفاعة

الفصل الأول

5566 - عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف ، قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، فإذا طينه مسك أذفر " . رواه البخاري .


[ 4 ] باب الحوض والشفاعة

قال القرطبي : له - صلى الله تعالى عليه وسلم - حوضان : أحدهما في الموقف قبل الصراط ، والثاني في الجنة ، وكلاهما يسمى كوثرا ، والكوثر في كلامهم الخير الكثير ، ثم الصحيح أن الحوض قبل الميزان ; فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم ; فيقدم الحوض قبل الميزان ، وكذا حياض الأنبياء في الموقف . قلت : وفي الجامع أن لكل نبي حوضا ، وأنهم يتباهون أيهم أكثرهم واردة ، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة . رواه الترمذي عن سمرة . وقال الراغب : الشفع ضم الشيء إلى مثله ، ومنه الشفاعة وهو الانضمام إلى آخر ناصرا له وسائرا عنه ، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى منه ، والشفاعة في القيامة .

الفصل الأول

5566 - ( عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : بينا أنا أسير في الجنة إذا ) : بالألف ( أنا بنهر ) : بفتح الهاء ويسكن أي جدول ( حافتاه ) : بفتح الفاء أي جانباه وطرفاه ( قباب الدر ) : بكسر القاف جمع قبة بالضم أي : خيم اللؤلؤ ( المجوف ) : الذي له جوف وفي وسطه خلاء يسكن فيه ، ( قلت : ما هذا يا جبريل ) ؟ أي : النهر المذكور على الوصف المسطور ( قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ) : إشارة إلى قوله تعالى : إنا أعطيناك الكوثر وهو فوعل من الكثرة ، والمراد منه الخير الكثير الذي أعطاه ربه من القرآن أو النبوة ، أو كثرة الأمة ، أو سائر المراتب العلية ، ومنها : المقام المحمود ، واللواء الممدود ، والحوض المورود ، ولا منافاة ، بل الكل داخل في الكوثر ، وإن كان اشتهاره في معنى الحوض أكثر . ( فإذا طينه مسك أذفر ) أي : شديد الرائحة . قال الطيبي - رحمه الله : أي طيب الريح ، والذفر بالتحريك يقع على الطيب والكريه ، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية