صفحة جزء
5614 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " . رواه البخاري .


5614 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : ( غدوة ) أي : مرة من ذهاب أول النهار ( في سبيل الله أو روحة ) أي : مرة من رواح آخر النهار أو أول الليل ، و " أو " ليس للشك ، بل للتنويع ، أي : كل واحدة منهما في سبيل مرضاته من غزو أو حج أو هجرة أو طلب علم ( خير من الدنيا وما فيها ) ، أي جزاء وثوابا ومآلا ومآبا ( ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت ) ، بتشديد الطاء أي : أشرفت وطالعت ( إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ) أي ما بين المشرق والمغرب ، أو ما بين السماء والأرض ، أو ما بين الجنة والأرض ، وهو الأظهر ؛ لتحقيق ذكرها في العبارة صريحا ، ( ولملأت ما بينهما ريحا ) أي : طيبا ( ولنصيفها ) : كلام مستأنف أي : ولخمارها ( على رأسها ) : قيد به تحقيرا له بالنسبة إلى خمار البدن جميعه ( خير من الدنيا ومما فيها ) ، أي : فكيف الجنة نفسها وما بها من نعيمها . ( رواه البخاري ) . وفي الجامع : ( غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ) رواه أحمد والشيخان وابن ماجه عن أنس ، والبخاري والترمذي والنسائي عن سهل بن سعد ، ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة ، والترمذي عن ابن عباس . ورواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي أيوب مرفوعا ولفظه : ( غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت ) . وروى [ ص: 3577 ] الطبراني والضياء عن سعيد بن عامر : لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر . وروى أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجه عن أنس بلفظ : ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ، ولأضاءت ما بينهما ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) والقد : بكسر القاف وتشديد الدال وتر القوس ، وقيل : السوط .

التالي السابق


الخدمات العلمية