صفحة جزء
5615 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب " . متفق عليه .


5615 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : ( إن في الجنة شجرة ) قال ابن الجوزي - رحمه الله - يقال : إنها طوبى . قال العسقلاني : وشاهد ذلك عند أحمد والطبراني وابن حبان ( يسير الراكب في ظلها ) أي : في ناحيتها ، وإلا فالظل في عرف أهل الدنيا ما يقي من حر الشمس وأذاها ، وقد قال تعالى : لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا وقد يقال : المراد بالظل هنا ما يقابل شعاع الشمس ، ومنه ما بين ظهور الصبح إلى طلوع الشمس ؛ ولذا قال تعالى : وظل ممدود ويمكن أن يكون للشجرة من النور الباهر ما يكون لما تحته كالحجاب الساتر . ( مائة عام لا يقطعها ) أي لا ينتهي الراكب إلى انقطاع ظلها ( ولقاب قوس أحدكم ) في " الفائق " : القاب والقيب كالقاد والقيد ، بمعنى القدر ، وأنه علامة يعرف بها المسافة بين الشيئين من قولهم : قوبوا في هذه الأرض ، إذا أثروا فيها بموطئهم ومحلهم . وقال التوربشتي : الراجل يبادر إلى تعيين المكان بوضع قوسه ، كما أن الراكب يبادر إليه برمي سوطه انتهى . والأظهر في المعنى بقدر موضع قوس أحدكم في الجنة أو لمقداره وقيمته لو فرض أنه قوم فيها ( خير مما طلعت عليه الشمس ) أي : شمس الدنيا ( أو تغرب ) وفي نسخة : أو غربت ، و " أو " إما للشك ، وإما للتخير ، و إما بمعنى الواو ، فإن المراد بها ما بين الخافقين ، وهو المعبر به عن الدنيا وما فيها . ( متفق عليه ) . وفي الجامع : ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها ) . رواه أحمد والبخاري والترمذي عن أنس ، والشيخان عن سهل بن سعد ، وأحمد والشيخان والترمذي عن أبي سعيد . والشيخان والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية