صفحة جزء
5656 - ( وعن صهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : " فيرفع الحجاب ، فينظرون إلى وجه الله ، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " ثم تلا : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة رواه مسلم .


5656 - ( وعن صهيب ) مصغرا ( عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون ) أي أتريدون ( شيئا أزيدكم ) أي على عطاياكم ، ( فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا ) بتشديد الجيم ويخفف ، أي وألم تخلصنا ( من النار ؟ ) أي من دخولها وخلودها . قال الطيبي - رحمه الله - : تقرير وتعجيب من أنه كيف يمكن الزيادة على ما أعطاهم الله تعالى من سعة فضله وكرمه ؟ وقوله : ( فيرفع الحجاب ) بصيغة المجهول ورفع الحجاب رفع للتعجب ، كأنه قيل لهم : هذا هو المزيد ، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحجاب ، فإنه محبوب غير محجوب ، إذ المحجوب مغلوب ، فالمعنى : فيرفع الحجاب عن أعين الناظرين ، كما يدل عليه قوله : ( فينظرون إلى وجه الله ) ، أي ذاته المنزهة عن الصورة والجهة ونحو ذلك ، ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ، ثم تلا : للذين أحسنوا ) أي العمل في الدنيا بأن أجادوه مقرونا بالإخلاص ( الحسنى ) أي المثوبة الحسنى ، وهي الجنة ( وزيادة ) . أي النظر لوجهه الكريم ، وتنكيرها للتعظيم ، أي زيادة عظيمة لا يعرف قدرها ، ولا يكتنه كنهها . قال الطيبي - رحمه الله - : وإذا كان مفسر التنزيل من نزل عليه ، فمن تعداه فقد تعدى طوره . أقول : أراد به الزمخشري في عدوله عنه إلى التأويل ، وكذا من تبعه كالبيضاوي حيث عبر بالقيل عن هذا القول الجميل الثابت ممن نزل عليه التنزيل . ( رواه مسلم ) .

[ ص: 3603 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية