صفحة جزء
5658 - وعن أبي رزين العقيلي - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ! أكلنا يرى ربه مخليا به يوم القيامة ؟

قال : " بلى " . قال : قلت : وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : " يا أبا رزين ، أليس كلكم يرى القمر ليلة بدر مخليا به ؟ " قال : بلى . قال : " فإنما هو خلق من خلق الله ، والله أجل وأعظم
" . رواه أبو داود .


5658 - ( وعن أبي رزين العقيلي ) مصغرا ( قال : قلت : يا رسول الله ، أكلنا ) أي أجميعنا معاشر المؤمنين ( يرى ربه ) أي يبصرونه ، والإفراد من يرى باعتبار لفظ " كل " ( مخليا به ) . بميم مضمومة فخاء معجمة ساكنة فلام مكسورة فتحتية مخففة أي خاليا بربه بحيث لا يزاحمه شيء في الرؤية ( يوم القيامة ) ؟ وقيل : بفتح

[ ص: 3604 ] ميم وتشديد تحتية ، وأصله مخلوي ، كذا ذكره الجزري - رحمه الله - واقتصر ابن الملك على الثاني ، والمعنى : منفردا به ، ففي النهاية يقال : خلوت به ومعه وإليه اختليت به ، إذا انفردت به ، أي كلكم يراه منفردا بنفسه كقوله : " لا تضارون في رؤيته " . ( قال : " بلى ) أي نعم كلنا يرى ربه ( قال ) أي أبو رزين ( قلت ) وهو موجود في أكثر النسخ المصححة ، والمعنى عليه ( وما آية ذلك ؟ ) أي ما علامة رؤية كلنا ربه بحيث لا يزاحمه شيء ، والمعنى مثل لنا ذلك ( في خلقه ) ؟ أي مخلوقاته نظيرا لذلك ، فإن الله تعالى جعل في الدنيا أنموذجا لجميع ما في العقبى . ( قال : " يا أبا رزين ، أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به ؟ " قال : بلى ) أي قلت : بلى ( قال : " فإنما هو ) أي القمر ( خلق من خلق الله ) أي ويراه كلنا ( والله أجل ) أي أكمل مرتبة ( وأعظم ) أي أفضل منقبة وأعلى قدرة ؛ لأنه واجد الوجود ، فهو أولى في نظر العقل بالشهود . قال الطيبي - رحمه الله - : قاس القائل رؤية الله تعالى على ما في المتعارف ، فإن الجم الغفير إذا رأوا شيئا يتفاوتون في الرؤية ، لا سيما شيئا له نوع خفاء ، فيهيم بعضهم ببعض بالازدحام ، فمن راء يرى رؤية كاملة وراء دونها ، فالمراد بقوله : مخليا إثبات كمالها ، ولذا طابق الجواب بالتشبيه بالقمر ليلة البدر ، لا بالهلال . ( رواه أبو داود ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية