صفحة جزء
5701 - وعن عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " . رواه مسلم .


5701 - ( وعن عائشة ) - رضي الله عنها - ( عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان ) أي جنسهم . قال النووي - رحمه الله - : الجان : الجن ، وقال شارح : يعني أبا الجن ، وهو المناسب لمقابلته بآدم ، ثم قيل : المراد به إبليس ( من مارج من نار ) أي لهب مختلط بسواد دخان النار . قال تعالى : وخلق الجان من مارج من نار ، وقال : والجان خلقناه من قبل من نار السموم ( وخلق آدم ) بصيغة المجهول كما قبله ( مما وصف لكم ) على بناء المفعول أي مما بينه الله لكم في قوله : خلقه من تراب ، وقوله : خلق الإنسان من صلصال كالفخار ، وقوله : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، وقوله : إني خالق بشرا من طين . ولعل كثرة ما ورد في حقه مع اشتهارها ما أوجبت الإبهام في قوله : مما وصف لكم . ( رواه مسلم ) وكذا أحمد . وروى الحكيم الترمذي ، وابن عدي في ( الكامل ) بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعا : ( خلق الله آدم من تراب الجابية وعجنه بماء الجنة ) . والجابية على ما في القاموس : قرية بدمشق ، وباب الجابية من أبوابها . وروى ابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا ( خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم ) . وروى الطبراني عن أبي أمامة مرفوعا ( خلق الحور العين من الزعفران ) . وروى الحكيم الترمذي ، وابن أبي الدنيا في ( مكايد الشيطان ) وأبو الشيخ في ( العظمة ) وابن مردويه عن أبي الدرداء رفعه : ( خلق الله عز وجل الجن ثلاثة أصناف : صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف عليهم الحساب والعقاب ، وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم ، وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين ، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ) . وفي قوله : وصنف عليهم الحساب والعقاب إيماء إلى قول أبي حنيفة وتوقفه في حق الجن بالثواب ، والله تعالى أعلم بالصواب .

[ ص: 3636 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية