صفحة جزء
5712 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء . رواه البخاري .


5712 - ( وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " إنما سمي الخضر ) أي : خضرا ، وفي نسخة بنصبه أي إنما سمي الرجل المشهور الخضر ( لأنه جلس على فروة بيضاء ) ، في النهاية : الفروة الأرض اليابسة . وقيل : الهشيم اليابس من النبات . قلت : ومعناهما واحد ، ومؤداهما متحد ، واختار شارح القول الثاني فقال : المراد بالفروة الهشيم اليابس شبهه بالفرو ، وقيل : الأرض اليابسة ، وقيل : جلدة وجه الأرض ، وقيل : قطعة نبات مجتمعة يابسة . قلت : هذا هو الأظهر . وقال الطيبي - رحمه الله : ولعل الثاني من قولي صاحب النهاية أنسب لأن قوله : ( فإذا هي تهتز من خلفه خضرا ) ؟ إما تمييز أو حال ، فكأنه نظر الخضر عليه الصلاة والسلام إلى مجلسه ذاك ، فإذا هي تتحرك من جهة الخضرة والنضارة انتهى . ولعله قال : من خلفه مع أن النمو والاهتزاز بما كان في موضع الجلوس من تحته للإشعار بأن الخضرة زادت عن المجلس إلى انتهاء الفروة البيضاء ، ثم قال شارح : قوله " خضرا " بفتح فكسر مع التنوين أي نباتا أخضر ناعما . وروي على زنة صفراء . قلت : وهو كذلك في " أكثر النسخ المضبوطة المعتمدة ، لكن لا يخفى أن النسخة الأولى لمناسبة وجه التسمية أولى للجمع بين المبنى والمعنى . ( رواه البخاري ) . وأسنده السيوطي بهذا اللفظ بعينه في ( الجامع الصغير ) إلى أحمد ، والشيخين ، والترمذي ، عن أبي هريرة ، والطبراني عن ابن عباس ، والله تعالى أعلم .

[ ص: 3648 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية