صفحة جزء
5783 - وعن البراء رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين ، له شعر بلغ شحمة أذنيه ، رأيته في حلة حمراء ، لم أر شيئا قط أحسن منه . متفق عليه .

وفي رواية لمسلم ، قال : ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعره يضرب منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ليس بالطويل ولا بالقصير .


5783 - ( وعن البراء قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مربوعا ) ، أي : قريبا منه ، وإلا فهو أطول منه ( بعيد ما بين المنكبين ) روي مكبرا ومصغرا ، وروي منصوبا على أنه خبر ثان لكان ، ومرفوعا على حذف المبتدأ ( له شعر بلغ شحمة أذنيه ) ، أي : وصلها . وفي رواية ابن ماجه والترمذي في الشمائل ، عن عائشة رضي الله عنها : كان شعره دون الجمة وفوق الوفرة ، والجمة من شعر الرأس : ما سقط على المنكبين ، والوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن ، ولعل اختلاف الروايات باعتبار اختلاف الحالات . ( رأيته في حلة حمراء ) ، أي : فيها خطوط حمر ذكره ابن الملك . وقال ابن الهمام : هي عبارة عن ثوبين من اليمن فيها خطوط حمر وخضر ، لا أنه أحمر بحت . وقال العسقلاني : هي ثياب ذات خطوط . قال ميرك : فلا دليل فيه لمن قال بجواز لبس الأحمر . أقول : ولو حمل على ظاهره ، فلا دلالة أيضا إذ يحتمل أنه من باب الاختصاص ، أو قبل النهي ، أو لبيان الجواز ، فيفيد أن النهي عن الحمرة للكراهة لا للحرمة . ( لم أر شيئا قط أحسن منه ) . وهو أيضا يفيد نفي المساواة عرفا ( متفق عليه ) . ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

( وفي رواية لمسلم ، وكذا للثلاثة ( قال : ما رأيت من ذي لمة ) : بكسر وتشديد اللام وتشديد الميم . في النهاية : اللمة من شعر الرأس دون الجمة ، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين ، فإذا زادت فهي الجمة . ( أحسن في حلة حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعره يضرب ) أي : يصل ( منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ) بالرفع ( ليس بالطويل ولا بالقصير ) أي : المعيوبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية