صفحة جزء
5807 - وعن جبير بن مطعم ، بينما هو يسير مع رسول الله مقفله من حنين فعلقت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعم لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا . رواه البخاري .


5807 - ( وعن جبير بن مطعم ، بينما هو ) أي : جبير ( يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقفله ) : مصدر ميمي أو اسم زمان من قفل كنصر ورجع قفولا رجع أي : عند رجوعه أو وقت رجوعه ( من حنين ) ، بالتصغير موضع بين مكة والطائف ( فعلقت ) : بكسر اللام أي نشبت ( الأعراب ) : أو طفقت ( يسألونه ) أي : يطلبونه من العطايا

[ ص: 3713 ] والمطايا ( وهو يعطيهم ) : أو يعدهم ويمنيهم ( حتى اضطروه ) أي : ألجئوه ( إلى سمرة ) : بفتح فضم أي : شجرة طلح ( فخطفت ) : بكسر الطاء أي أخذت السمرة بسرعة ( رداءه ) : حيث تعلقت به ، وقال شارح أي : سلبت انتهى . ولا يبعد أن يكون الضمير راجعا إلى الأعراب كما يدل عليه قوله : ( فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أعطوني ردائي ) ، وأغرب الطيبي حيث قال : أي علق رداءه بها فاستعير لها الخطف ، ( " لو كان لي عدد هذه العضاه " ) : بكسر العين المهملة وبالضاد المعجمة وبالهاء في الآخر أم غيلان ، وقيل : كل شجر يعظم وله شوك واحدة عضاهة وعضة بحذف الهاء الأصلية ، كما حذف من الشفه ، وعدد : نصب على المصدر أي يعد عددها ، أو على نزع الخافض أي بعددها أو كعددها ، والمراد به الكثرة ( " نعم " ) : بفتحتين ، وفي القاموس : النعم وقد تكسر عينه الإبل والشاء أو خاص بالإبل وجمعه أنعام . قلت : ويرد عليه قوله سبحانه : من الأنعام ثمانية أزواج حيث يراد بها أصناف الإبل والبقر والضأن والمعز من الذكور والإناث ( " لقسمته بينكم " ) ، أي لزهدي في النعم وتركي للنعم وطلبي قرب المنعم ( " ثم لا تجدوني بخيلا " ) : ثم هنا بمعنى الفاء ، أو للتراخي في الزمان أي : بعدما جربتموني في العطاء ، وعرفتم طبعي في الوعد بالوفاء ، واعتمادي على رب الأرض والسماء ، فلا تجدوني بخيلا ، ( " ولا كذوبا ولا جبانا " ) ، وقال المظهر أي : إذا جربتموني في الوقائع لا تجدوني متصفا بالأوصاف الرذيلة ، وفيه دليل على جواز تعريف نفسه بالأوصاف الحميدة لمن لا يعرفه ليعتمد عليه . وقال الطيبي : ثم هنا للتراخي في الرتبة يعني أنا في ذلك العطاء لست بمضطر إليه ، بل أعطيه مع أريحية نفس ووفور نشاط ، ولا بكذوب أدفعكم عن نفسي ، ثم أمنعكم عنه ، ولا بجبان أخاف أحدا ، فهو كالتتميم للكلام السابق . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية