صفحة جزء
[ ص: 3727 ] 5840 - وعنه قال قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وستين ، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وعمر وهو ابن ثلاث وستين . رواه مسلم .

قال محمد بن إسماعيل البخاري : ( ثلاث وستين ) ، أكثر .


5840 - ( وعنه ) أي : عن أنس رضي الله عنه قال : قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - أي : توفي ( وهو ابن ثلاث ) أي : والحال أنه صاحب ثلاث سنين ( وستين ) أي : سنة كما في نسخة ( وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ) أي : بلا خلاف ، وكانت خلافته سنتين وأربعة أشهر ( وعمر وهو ابن ثلاث وستين ) . وقيل : ابن تسع وخمسين ، وقيل ثمان وخمسين ، وقيل ست وخمسين ، وقيل : إحدى وخمسين . قال المؤلف : طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة بالمدينة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، ودفن يوم الأحد عاشر محرم سنة أربع وخمسين ، وله من العمر ثلاث وستون ، وهو أصح ما قيل في عمره ، وكانت خلافته عشر سنين ونصفا ، وأما عثمان فدفن ليلة السبت بالبقيع ، وله يومئذ من العمر اثنتان وثمانون سنة ، وقيل ثمان وثمانون ، وقيل غير ذلك ، وكانت خلافته اثني عشرة سنة ، وأما علي فاستخلف يوم قتل عثمان ، وهو يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي بالكوفة ، صبيحة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربعين ، ومات بعد ثلاث ليال من ضربته ودفن سحرا ، وله من العمر ثلاث وستون سنة ، وقيل خمس وستون ، وقيل سبعون ، وقيل ثمان وخمسون ، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وأياما ، ولعل أنسا لم يذكر عليا مع أن الصحيح في عمره أنه ثلاث وستون ، لأنه إذ ذاك في قيد الحياة ، أو لأنه ما تحرر عنده والله أعلم . ( رواه مسلم ) .

وروى الترمذي عن جرير عن معاوية ، أنه سمعه يخطب قال : مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وستين ، وأبو بكر وعمر كذلك ، وأنا ابن ثلاث وستين أي : وأنا متوقع أن أموت في هذا السن موافقة لهم ، ففي جامع الأصول : كان معاوية في زمان نقله هذا الحديث في هذا السن ، ولم يمت فيه ، بل مات وبه ثمان وسبعون سنة ، وقيل ست وثمانون سنة . قال ميرك : تمنى لكن لم ينل مطلوبه ، بل مات وهو قريب من ثمانين . قلت : لكن حصل مرغوبه من ثواب الترافق الذي هو موجود مع زيادة عمره وأمله ، فنية المؤمن خير من عمله .

( قال محمد بن إسماعيل البخاري : ثلاث ) : بالجر على الحكاية والتقدير رواية ثلاث ( وستين أكثر ) أي : رواية من غيرها ، ورجح الإمام أحمد أيضا هذه الرواية . قال النووي في شرح مسلم : ذكر ثلاث روايات : إحداها أنه - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ابن ستين سنة ، والثانية ابن خمس وستين ، والثالثة ثلاث وستين ، وهي أصحها ، وأشهرها . رواه مسلم هنا من رواية أنس وعائشة وابن عباس ومعاوية رضي الله عنهم ، فرواية ستين مقتصرة على الضوء ورواية الخمس منافية له ، وأنكر عروة على ابن عباس قوله : وقال : إنه لم يدرك أول النبوة ، ولا كثرت صحبته بخلاف الباقين . ولد عام الفيل على الصحيح المشهور ، وادعى القاضي عياض الإجماع عليه ، واتفقوا على أنه ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الأول ، واختلفوا هل هو ثاني الشهر أم ثامنه أم عاشره ؟ وتوفي يوم الاثنين في ثاني عشر ربيع الأول ضحى صلوات الله وسلامه عليه اهـ . ولا يخفى أن هنا قولا آخر أيضا ، وهو أن عمره - صلى الله عليه وسلم - اثنان ونصف وستون سنة ، وأنه على ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - من أن عمر كل نبي نصف عمر نبي كان قبله ، عمر عيسى عليه السلام خمس وعشرون ومائة . وقيل : هذا الحديث لا يخلو عن ضعف ، ويمكن أن يقال إلغاء النصف من الكسر غير بعيد عند أهل الحساب والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية