صفحة جزء
5842 - وزاد البخاري ، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبل ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه ، تبدى له جبريل ، فقال : يا محمد إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه .


5842 - ( وزاد البخاري ) أي : على رواية مسلم قوله : ( حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم ) : بكسر الزاي من الحزن والحزن خلاف السرور ، يقال : حزن الرجل فهو حزن وحزين وأحزنه غيره وحزنه أيضا ، لكن بفتح الزاي في المتعدي ( فيما بلغنا ) أي : من الأحاديث الدالة على حزنه ، وهو معترض بين الفعل ومصدره المنصوب على أنه مفعول مطلق أعني ( حزنا ) : بضم فسكون ويجوز فتحهما أي : حزنا عظيما من صفته أنه ( غدا ) أي : ذهب في الغدوة ( منه ) : من أجل الحزن ، أو من جهة فتور الوحي ، وقيل : معنى غدا جاوز ، فعلى هذا يكون بعين مهملة ذكره زين العرب . وقال العسقلاني : عدا بعين مهملة ، وهو الذهاب بسرعة ، ومنهم من أعجبها من الذهاب غدوة اهـ . واقتصر الشارح على العين المهملة فقال أي : مشى من العدو ( مرارا ) أي : مرة بعد أخرى ( كي يتردى ) أي : يسقط ( من رءوس شواهق الجبل ) ، أي : عواليه ، وقيل : هو جمع شاهق ، وهو الجبل المرتفع ( فكلما أوفى ) أي

[ ص: 3735 ] وصل ولحق ( بذروة جبل ) : بكسر الذال ويجوز تثليثه أي : بأعلاه ( لكي يلقي نفسه منه ، تبدى ) أي : تبين وظهر له جبريل فقال : يا محمد إنك رسول الله حقا ) . مصدر مؤكد للجملة السابقة ، وهي قوله : إنك لرسول الله نصب بمضمر أي : أحق هذا الكلام حقا . ( فيسكن ) أي : يطمئن ( لذلك جأشه ) : أو فيزول لذلك اضطراب قلبه وقلقه وروعه وفزعه ( وتقر ) : بكسر القاف وتشديد الراء تسكن ( نفسه ) أي : من اضطرابها .

التالي السابق


الخدمات العلمية