صفحة جزء
[ ص: 3783 ] 5876 - وعن البراء رضي الله عنه ، قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - رهطا إلى أبي رافع ، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله ، فقال عبد الله بن عتيك : فوضعت السيف في بطنه ، حتى أخذ في ظهره ، فعرفت أني قتلته ، فجعلت أفتح الأبواب ، حتى انتهيت إلى درجة ، فوضعت رجلي فوقعت ، في ليلة مقمرة ، فانكسرت ساقي ، فعصبتها بعمامة ، فانطلقت إلى أصحابي فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته ، فقال : ( ابسط رجلك ) . فبسطت رجلي فمسحها ، فكأنما لم أشتكها قط . رواه البخاري .


5876 - ( وعن البراء قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا ) : قال شارح : الرهط ما دون العشرة من الرجال ليست فيهم امرأة . وفي القاموس : الرهط ويحرك من ثلاثة أو سبعة إلى عشرة ، أو ما دون العشرة ، أو ما فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه . ( إلى أبي رافع ) ، قال القاضي : كنيته أبو الحقيق اليهودي أعدى عدو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبذ عهده وتعرض له بالهجاء ، وتحصن عنه بحصن كان له ، فبعثهم إليهم ليقتلوه ، ( فدخل عليه عبد الله بن عتيك ) : بفتح فكسر ( بيته ليلا وهو نائم فقال عبد الله بن عتيك ) أي : في صفة قتله ( فوضعت السيف في بطنه ، حتى أخذ في ظهره ) ، قال الطيبي : عداه بفي ليدل على شدة التمكن ، وأخذ منه كل مأخذ وإليه أشار بقوله : حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته ( فجعلت أفتح الأبواب ) ، ولعله بعد فتحها أولا ردها حفظا لما رواه ، أو طلع عليه من طريق آخر ، ( حتى انتهيت إلى درجة ، فوضعت رجلي ) أي : على ظن أني وصلت الأرض ( فوقعت ) ، أي سقطت من الدرجة ( في ليلة مقمرة ) ، بضم الميم الأولى وكسر الثانية أي : مضيئة . قال الطيبي : يعني كان سبب وقوعه على الأرض أن ضوء القمر وقع في الدرج ، ودخل فيه فحسب أن الدرج مساو للأرض فوقع منه على الأرض ( فانكسرت ساقي ، فعصبتها ) : بتخفيف الصاد ويشدد للمبالغة والتكثير أي : شددتها ( بعمامة ) ، بكسر العين ( فانطلقت إلى أصحابي ) ، أي من الرهط الواقفين أسفل القلعة ( فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي : مع أصحابي ( فحدثته ) ، أي بما جرى لي وعلي ( فقال ابسط رجلك ) ، أي مدها ( فبسطت رجلي فمسحها ، فكأنما لم أشتكها قط ) . أي كأنها لم تتوجع أبدا . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية