صفحة جزء
5879 - وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أجلى الأحزاب عنه : ( الآن نغزوهم ولا يغزونا ، نحن نسير إليهم ) . رواه البخاري .


5879 - ( وعن سليمان بن صرد ) ، بضم ففتح مصروفا : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أجلى ) : بصيغة الفاعل ، وفي نسخة بالمفعول أي : تفرق وانكشف ( الأحزاب عنه ) : وهم طوائف من الكفار تحزبوا واجتمعوا لحرب سيد الأبرار في يوم الخندق منهم : قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من بني كنانة ، وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان ، وخرج غطفان في ألف ، ومن تابعهم من أهل نجد ، وقائدهم عيينة بن حصن ، وعامر بن الطفيل في هوازن ، وضامتهم اليهود من قريظة والنضير ، ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل والحجارة ، حتى أنزل الله تعالى النصر بأن أرسل عليهم ريح الصبا وجنودا لم يروها ، وهم الملائكة ، وقذف في قلوبهم الرعب فقال طلحة بن خويلد الأسدي : النجاء النجاء ! فانهزموا من غير قتال ، وهنا معنى الإجلاء . ( فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي : حينئذ ( الآن ) أي : فيما بعد هذا الزمان ، وعبر عنه بالآن للمبالغة في البيان ( نغزوهم ) أي : ابتداء ( ولا يغزونا ) ، بتشديد النون ويخفف أي : ولا يغزوننا كما في نسخة والمعنى لا يحاربوننا ، ففيه مشاكلة للمقابلة ، ( نحن نسير إليهم ) . أي : وهم لا يسيرون إلينا ، وكان الأمر كما أخبر فغزاهم بعد صلح الحديبية وفتح مكة ، وحصلت له العلية ، ولله الحمد والمنة . قال الطيبي قوله الآن نغزوهم إخبار بأنه قل شوكة المشركين من اليوم ، فلا يقصدوننا البتة بعد ، بل نحن نغزوهم ونقتلهم ، ويكون عليهم دائرة السوء ، وكان كما قال فكان معجزة . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية