صفحة جزء
5895 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة ، فدعوتها يوما ، فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره ، فأتيت رسول الله وأنا أبكي ، قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال : ( اللهم اهد أم أبي هريرة ) . فخرجت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم - فلما صرت إلى الباب فإذا هو مجاف ، فسمعت أمي خشف قدمي فقالت : مكانك يا أبا هريرة ، وسمعت خضخضة الماء ، فاغتسلت فلبست درعها ، وعجلت عن خمارها ، ففتحت الباب ، ثم قالت : يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي من الفرح ، فحمد الله وقال خيرا . رواه مسلم .


5895 - ( وعن أبي هريرة قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة ) ، حال مؤكدة ، أو المراد بها أنها مستمرة على الشرك ( فدعوتها يوما ) أي : إلى الإسلام ومتابعة سيد الأنام ( فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) أي : في حقه وشأنه ( ما أكره ) أي : شيئا أكرهه من الكلام ، أو أكره ذكره بين الأنام ، ( فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبكي ) أي : من الحزن والغبن ، حيث لم أقدر على تأديبها لكونها أمي . ( قلت ) : وفي نسخة فقلت : ( يا رسول الله ، ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة ، فقال : اللهم اهد أم أبي هريرة . فخرجت مستبشرا ) أي : مسرورا منشرحا ( بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما صرت ) أي : واصلا ( إلى الباب ) أي : باب أمي ( فإذا هو ) أي : باب ( مجاف ) ، أي مردود ، ومنه الحديث : ( أجيفوا أبوابكم ) . أي ردوها كذا في النهاية . ( فسمعت أمي خشف قدمي ) : بالتثنية وفي نسخة بالإفراد أي :

[ ص: 3799 ] صوتهما ، وقيل : حركتهما وحسهما ، وهو بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين ويحرك على ما في القاموس ( فقالت : مكانك ) : بالنصب أي الزمه ( يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء ) ، أي تحريكه ، وقيل : صوته ( فاغتسلت ولبست درعها ) بكسر الدال أي قميصها ( وعجلت ) : بكسر الجيم ( عن خمارها ) ، أي : تركت خمارها من العجلة يقال : عجلت عنه تركته ، والمعنى أنها بادرت إلى فتح الباب بعد لبسها الثياب قبل أن تلبس خمارها ، وهذا معنى ما قال الطيبي : عجلت الفتح متجاوزة عن خمارها ( ففتحت الباب ) ، أي بعد ما وقع عليها النقاب ورفع عنها الحجاب ( ثم قالت : يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي من الفرح ، فحمد الله وقال خيرا ) . أي قولا خيرا ، أو كلاما يتضمن خيرا ، أو التقدير : وصلت يا أبا هريرة خيرا بإسلام أمك . ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية