صفحة جزء
5963 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في دفنه . فقال أبو بكر : سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا . قال : ( ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه ) . ادفنوه في موضع الفراش . رواه الترمذي .


5963 - ( وعن عائشة قالت : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في دفنه ) . أي : في موضع يدفن فيه ، فقيل : يدفن في مسجده ، وقيل : بالبقيع بين أصحابه ، وقيل بمكة ، وقيل : عند أبيه إبراهيم - عليه السلام - أو في نفس الدفن ، والمعنى هل يدفن كما روى الترمذي في الشمائل عن سالم بن عبيد وكانت له صحبة ؟ قالوا لأبي بكر : يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : نعم . قالوا : أين ؟ قال : في المكان الذي قبض الله فيه روحه ، فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب ، فظنوا أنه قد صدق اه . وهو لا ينافي ما روي عنه في هذا الحديث ( فقال أبو بكر : سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ) ، أي : ما نسيته كما في شمائل الترمذي . قال : يحتمل أن يكون صفة لشيئا أو استئنافا ( قال ) ، أي : ؟ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب ) أي : النبي أو يريد الله ( أن يدفن ) ، أي : ذلك النبي ( فيه ) . أي : في ذلك المكان ( ادفنوه في موضع فراشه ) . أي الذي مات فيه ، ولعله لم يحول إلى موضع من المواضع الشريفة ، ليكون شرف المكان المكين ويتشرف به أهل التمكين . ( رواه الترمذي ) . أي : وقال غريب ، وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه ، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه . رواه ابن عباس عن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى مالك هذا الحديث ، وقد بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما توفي قال ناس : يدفن عند المنبر . وقال آخرون : يدفن بالبقيع ، فجاء أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( ما دفن نبي قط إلا في المكان الذي توفي فحفر فيه ) . ذكره ميرك عن تصحيح المصابيح .

[ ص: 3849 ] الفصل الثالث

التالي السابق


الخدمات العلمية