صفحة جزء
5982 - وعن معاوية - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن هذا الأمر في قريش ، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ، ما أقاموا الدين ) رواه البخاري .


5982 - ( وعن معاوية ) أي : ابن أبي سفيان ( قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن هذا الأمر ) أي : أمر الإمارة ( في قريش لا يعاديهم أحد ) ، أي : لا يخالفهم ( إلا كبه الله ) أي : أسقطه ، وفي رواية : إلا كبه الله ( على وجهه ) : والمعنى أذله وأهانه ( ما أقاموا ) ، أي : قريش ( الدين ) ، أي : أحكام دين الإسلام ، ثم ما : مصدرية والوقت مقدر ، وهو متعلق بقوله : كبه الله . قال ابن الملك أي ؟ مدة محافظتهم على الدين وأهله ، وقيل : المراد الصلاة لرواية : ما أقاموا الصلاة ، لكن على هذا إنما يستقيم المعنى إذا علق قوله : ما أقاموا بكبه إلا بأن هذا الأمر في قريش ; لأن منهم من لم يقم الصلاة ولم يصرف عنه الأمر ، كذا قاله التوربشتي ، وفيه دلالة على اختصاص الإمامة بقريش ، وهم بنو النضر بن كنانة ، وجميع بطونها في ذلك بمنزلة واحدة ، ولعل ذلك لعلمه - صلى الله عليه وسلم - أنه يوجد فيهم من هو جامع لأوامر الملك والدين وصالح لأمور المسلمين . وفي شرح الطيبي ، قال المظهري : الخلافة في قريش لا يعاديهم ولا يخالفهم أحد في ذلك إلا أذله الله تعالى ، ما داموا يحافظون الدين اه كلامه .

ويفهم من كلام الشيخ التوربشتي أن قوله : ما أقاموا الدين إذا علق بكبه يستقيم المعنى إذا حمل الدين على الصلاة ، وأما إذا حمل على الدين بأصوله وتوابعها . فلا ، لأن منهم من غير وبدل ولم يصرف عنه الأمر ، وقيل : معنى الحديث لا يخالف قريشا أحد في الأمور المتعلقة في الدين بأن أرادوا نقضه وبطلانه ، وقريش تريد إقامته وإمضاءه إلا أذله الله وقهره . قال الطيبي : واللفظ لا يساعد إلا ما عليه ليظهر وهو أظهر . أقول : الظاهر أن المراد بالصلاة الدين ، وإنما عبر عنه بها لأنها عماد الدين ، ولكونها أم العبادات ، وأنها تنهى عن السيئات أو ذكرها على منوال المثال أي الصلاة ونحوها من أمور الدين والله أعلم . ( رواه البخاري ) وعن المطلب بن عبد الله ابن حنطب عن أبيه قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة فقال : ( أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها ، وتعلموا منها ولا تعلموها ) . أخرجه الشافعي في ( مسنده ) ، وأحمد في ( المناقب ) .

[ ص: 3864 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية