صفحة جزء
الفصل الثاني

6012 - عن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أكرموا أصحابي ، فإنهم خياركم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف ، ويشهد ولا يستشهد ، ألا من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين أبعد ، ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهم ، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ) رواه النسائي ، وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن الحسن الخثعمي فإنه لم يخرج له الشيخان وهو ثقة ثبت .


الفصل الثاني

6012 - ( عن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أكرموا أصحابي ) أي : السابقين واللاحقين أحياء وأمواتا ( فإنهم خياركم ) ، والخطاب للأمة ( ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب ) أي : يفشو كما في رواية ( حتى إن الرجل ) : بكسر إن ويفتح ( ليحلف ) : بلام التأكيد ( ولا يستحلف ، ويشهد ) : عطف على يحلف أو ليحلف ( ولا يستشهد ، ألا ) : للتنبيه ( من سره ) أي : من أحب ( بحبوحة الجنة ) : بضم الموحدتين أي : وسطها وخيارها ( فليلزم الجماعة ) ، أي : السواد الأعظم وما عليه الجمهور من الصحابة والتابعين والسلف الصالحين ، فيدخل فيه حبهم وإكرامهم دخولا أوليا ( فإن الشيطان مع الفذ ) ، بفتح الفاء وتشديد الذال المعجمة أي مقارن للفرد الذي تفرد برأيه ( وهو ) أي : الشيطان ( من الاثنين أبعد ) ، أي بعيد . قال الطيبي : أفعل هنا لمجرد الزيادة ولو كان مع الثلاثة لكان بمعنى التفضيل إذ البعد مشترك بين الثلاثة والاثنين دون الاثنين ، والفذ على ما لا يخفى . ( ولا يخلون رجل ) : نهي تأكيد وتشديد ( بامرأة ) أي : أجنبية ( فإن الشيطان ثالثهم ) ، أي : فلابد أن يغويهما ( ومن سرته حسنته ) أي : إذا وقعت منه ( وساءته سيئته ) أي : أحزنته إذا صدرت عنه ( فهو مؤمن ) ، أي كامل ; لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة ، وقد قال تعالى : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ؟ ( رواه ) . هنا بياض في أصل المصنف ، وألحق به : النسائي ، وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن الحسن الخثعمي فإنه لم يخرج له الشيخان وهو ثقة ثبت ذكره الجزري ، فالحديث بكماله إما صحيح أو حسن ، وروى أحمد وابن حبان في صحيحه ) والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء عن أبي أمامة مرفوعا : ( إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن ) . ورواه الطبراني عن أبي موسى مرفوعا ولفظه : ( من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ) .

[ ص: 3880 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية