صفحة جزء
6021 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه : ( ادعي لي أبا بكر أباك ، وأخاك ، حتى أكتب كتابا ; فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل : أنا ، ولا ; ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) . رواه مسلم وفي ( كتاب الحميدي ) : ( أنا أولى ) بدل : ( أنا ولا ) .


6021 - ( وعن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه ) أي : الذي توفي فيه ( ادعي لي ) : بضم همز وصل وكسر عين على أن أصله ادعوي فاعل بالنقل والحذف ، وهو أمر مخاطبة أي نادي ( أبا بكر أباك ) : بدل ( وأخاك ) ، عطف على : أبا بكر ، والمراد به عبد الرحمن ، وفي ( شرح مسلم ) : إن طلبه لأخيها ليكتب الكتاب فقوله : ( حتى أكتب كتابا ) ، أي أمر أن يكتب كتابا ( فإني أخاف أن يتمنى متمن ) أي : للخلافة على تقدير عدم الكتابة ( ويقول قائل ) أي : وأخاف أن يقول قائل ممن يتمنى الإمارة ( أنا ، ولا ) أي : أنا مستحق للخلافة ولا يكون مستحقا لها ، مع وجود أبي بكر كما يدل عليه قوله : ( ويأبى الله والمؤمنون ) ، أي : خلافا للمنافقين والرافضة في أمر الخلافة ، ( إلا أبا بكر ) . قال شارح : أبى يأبيان خلافة كل أحد إلا خلافة أبي بكر اه . ومعنى ( يأبى الله ) يمتنع لعدم رضاه أو لعدم قدره وقضاه ( رواه مسلم ، وفي كتاب الحميدي ) : وهو ( الجامع ) بين الصحيحين وقع في نسخته ( أنا أولى ، بدل ( أنا ولا ) . في شرح مسلم قوله : ( أنا ولا ) هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة أي يقول أنا أحق بالخلافة ولا يستحقها غيري ، وفي بعضها . أنا أولى ، أي : أنا أحق بالخلافة . قال القاضي عياض : هذه الرواية أجود اه . فالجزم من المصنف أنه رواه مسلم خلافا للحميدي ليس من الجزم . قال النووي : وهذا دليل لأهل السنة على أن خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - ليست بنص من النبي - صلى الله عليه وسلم - صريحا بل أجمعت الصحابة على عقد الخلافة له ، وتقديمه لفضله ، ولو كان هناك نص عليه أو على غيره لم تقع المنازعة بين الأنصار وغيرهم أولا ، ولذكر حافظ النص ما معه ورجعوا إليه ، واتفقوا عليه وأما ما يدعيه الشيعة من النص على علي - كرم الله وجهه - والوصية إليه ، فباطل لا أصل له باتفاق المسلمين ، وأول من يكذبهم علي حين سئل هل عندهم شيء ليس في القرآن ؟ قال : ما عندي إلا ما في الصحيفة الحديث . ولو كان عنده نص لذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية