صفحة جزء
593 - وعنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك صلاة المنافق : يجلس يرقب الشمس ، حتى إذا اصفرت ، وكانت بين قرني الشيطان ; قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا . رواه مسلم


593 - ( وعنه ) : أي : عن أنس ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تلك صلاة المنافق " ) : قال ابن الملك : إشارة إلى مذكور حكما أي : صلاة العصر التي أخرت إلى الاصفرار ( يجلس ) : حال ( يرقب الشمس ) : أي : ينتظر نورها ( حتى إذا اصفرت ) : أي : الشمس ، وأغرب ابن حجر بقوله : حتى زائدة أي : يرقب وقت اصفرارها ( وكانت الشمس بين قرني الشيطان ) : أي : قربت من الغروب ( قام ) أي : إلى الصلاة ( فنقر أربعا ) : أي : لقط أربع ركعات سريعا ، فالنقر عبارة عن السرعة في الصلاة ، وقيل : عن سرعة القراءة ، ويؤيده قوله ( لا يذكر الله فيها ) : أي : ذكرا يعتد به لعدم اعتقاده أو لخلو إخلاصه ( إلا قليلا ) : الظاهر أنه منفصل أي : لكنه في زمن قليل يذكر الله فيه بلسانه فقط . وقال الطيبي : تلك إشارة إلى ما في الذهن من الصلاة المخصوصة ، والخبر بيان لما في الذهن ، ويجلس إلخ . جملة استئنافية بيان للجملة السابقة ، وإذا : للشرط ، وقام : جزاؤه ، والشرطية استئنافية . وقوله : فنقر من نقر الطائر الحبة نقرا . أي التقطها ، وتخصيص الأربع بالنقر ، وفي العصر ثماني سجدات اعتبارا بالركعات ، وإنما خص العصر بالذكر ؛ لأنها الصلاة الوسطى ، وقيل : إنما خصها ؛ لأنها تأتي في وقت تعب الناس من مقاساة أعمالهم . قال المظهر : يعني من أخر صلاة العصر إلى الاصفرار فقد شبه نفسه بالمنافق ، فإن المنافق لا يعتقد صحة الصلاة ، بل إنما يصلي لدفع السيف ، ويبالي بالتأخير إذ لا يطلب فضيلة ولا ثوابا ، والواجب على المسلم أن يخالف المنافق ( رواه مسلم ) : ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي قاله ميرك .

[ ص: 529 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية