صفحة جزء
6091 - وعن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قال " من كنت مولاه فعلي مولاه " . رواه أحمد والترمذي .


6091 - ( وعن زيد بن أرقم ) ذكره تقدم ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ) . قيل ، معناه : من كنت أتولاه فعلي يتولاه من الولي ضد العدو أي : من كنت أحبه فعلي يحبه ، وقيل معناه : من يتولاني فعلي يتولاه ، كذا ذكره شارح من علمائنا . وفي النهاية : المولى يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والخال وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه ، وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه .

الحديث الوارد فيه ، وقوله : " من كنت مولاه " . يحمل على أكثر هذه الأسماء المذكورة . قال الشافعي - رضي الله عنه - : يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى : ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) وقول عمر لعلي : أصبحت مولى كل مؤمن [ أي : ولي كل مؤمن ] وقيل : سبب ذلك أن أسامة قال لعلي : لست مولاي إنما مولاي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - : " من كنت مولاه فعلي مولاه " " قضي " قالت الشيعة : هو متصرف ، وقالوا : معنى الحديث أن عليا - رضي الله عنه - يستحق التصرف في كل ما يستحق الرسول - صلى الله عليه وسلم - التصرف فيه ، ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون إمامهم أقول : لا يستقيم أن تحمل الولاية على الإمامة التي هي التصرف في أمور المؤمنين ، لأن المتصرف المستقل في حياته هو هو - صلى الله عليه وسلم - لا غير فيجب أن يحمل على المحبة وولاء الإسلام ونحوهما .

وقيل : سبب ورود هذا الحديث كما نقله الحافظ شمس الدين الجزري ، عن ابن إسحاق أن عليا تكلم بعض من كان معه باليمن ، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - حجه خطب بها تنبيها على قدره وردا على من تكلم فيه كبريدة كما في البخاري . وسبب ذلك كما رواه الذهبي ، وصححه أنه خرج معه إلى اليمن ، فرأى منه جفوة نقصه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يتغير وجهه عليه السلام ويقول : " يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قلت : بلى يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . رواه أحمد والترمذي .

وفي الجامع : رواه أحمد وابن ماجه - عن البراء ، وأحمد عن بريدة ، والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم . ففي إسناد المصنف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى ، وفي رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ : " من كنت وليه " . وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس ولفظه : " علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه " والحاصل أن هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عده متواترا إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثون صحابيا ، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ، وسيأتي زيادة تحقيق في الفصل الثالث عند حديث البراء .

التالي السابق


الخدمات العلمية