صفحة جزء
[ ص: 530 ] 597 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول . متفق عليه .


597 - ( وعن عائشة قالت : كانوا ) : أي : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ( يصلون العتمة ) أي : صلاة العشاء . قال ابن الملك . ولعل قولها العتمة للعشاء قبل ورود النهي عن تسميته بذلك اهـ . أو قبل وصوله إليها وهو الأظهر فتدبر ( فيما بين ) : أي : في الوقت الذي هو بين ( أن يغيب الشفق ) : أي : وما بعده ، وحذف هذا مع أنه لا بد منه في صحة ( بين ) لدلالة قوله ( إلى ثلث الليل الأول ) : بالجر صفة ثلث ، وهو آخر وقت الاختيار . وقال الطيبي : الظاهر من العبارة أن يقول فيما بين مغيب الشفق و ثلث الليل ، وتوجيهه أن يقدر لمغيب الشفق أجزاء ليختص ( بين ) بها ، ونجعل إلى ثلث الليل حالا من فاعل يصلون أي : يصلون بين هذه الأوقات منتهين إلى ثلث الليل ، وفيه أنه لا يلزم حينئذ أن تقع صلاة العشاء في أجزاء غيبوبة الشفق وأثنائها ، وهو غير صحيح ، وإنما المراد أنهم كانوا يصلونها بعد تحقق غيبوبة الشفق ( متفق عليه ) : قال ميرك : فيه نظر ; لأن الحديث من أفراد البخاري ، ورواه النسائي أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية