صفحة جزء
6143 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من النهار حتى أتى خباء فاطمة فقال : " أثم لكع ؟ أثم لكع ؟ " يعني حسنا ، فلم يلبث أن جاء يسعى ، حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه " . متفق عليه .


6143 - ( وعن أبي هريرة قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من النهار ) ، أي : قطعة منه ( حتى أتى خباء فاطمة ) بكسر الخاء المعجمة وبموحدة بعدها ألف فهمز أي بيتها كما قاله النووي قال الطيبي : هو من المجاز على نحو استعمال المشفر على الشفة ، وفي رواية مخبأ وهو المخدع ، وفي بعض نسخ المصابيح خباب فاطمة ، والظاهر أنه مغير اهـ .

وفيه نظر إذ قال شارح المصابيح الخباب بالفتح مقدم الباب ، وقال ابن الملك : أراد به حجرتها وقيل : حول دارها وقال الجزري : جناب بفتح الجيم والنون والباء الموحدة فناء الدار . ( فقال ) ، أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( " أثم " ) : بفتح المثلثة وتشديد الميم أي أهناك ( " لكع " ) بضم اللام وفتح الكاف من غير انصراف كعمر وزفر ، وفي نسخة بصرفه . قال شارح : اللكع الصبي الصغير معدول من اللكع بكسر الكاف يقال : لكع الرجل لكعا فهو لكع إذا خس أي صار خسيسا ، وهو غالب الاستعمال في الصغير الذكر ، ويقال للأنثى لكاع مبنية ، وقيل : هو ليس بمعدول ، وإنما هو مثل نغر وصرد ، فحقه أن .

[ ص: 3969 ] ينون لأنه ليس بمعدول ، وقال ابن الملك : لكع بضم اللام وفتح الكاف ؛ الصغير قدرا أو جثة ، والثاني هو المراد هنا . وقال غيره يقال للصبي الصغير : لكع مصروفا ذهابا إلى صغر جثته ، ويطلب على العبد واللئيم والأحمق لصغر قدرهم ، وفي القاموس : اللكع كصرد اللئيم والعبد والأحمق ، ومن لا يتجه لمنطق ولا غيره ، ويقال في النداء : يا لكع ، ولا يصرف في المعرفة لأنه معدول من لكع .

وفي النهاية : اللكع عند العرب العبد ، ثم استعمل في الحمق والذم ، وقيل : يطلق على الصغير ، ومنه الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - جاء لطلب الحسن بن علي قال : أثم لكع ؟ فإن أطلق على الكبير أريد به الضعيف العلم والعقل . قال القاضي : المراد بهذا الاستصغار الرحمة والشفقة كالتصغير في يا حميراء ( " أثم لكع " ) كرره للاهتمام في تحصيله ( يعني حسنا ) تفسير من الراوي ( فلم يلبث ) : بفتح الموحدة أي لم يمكث مجيئه ( أن جاء يسعى ) ، أي : ساعيا ( حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ) أي طالب صحبته . قال ابن الملك : فيه جواز المعانقة . وقال النووي : فيه استحباب ملاطفة الصبي في معانقته ومداعبته رحمة ولطفا واستحباب التواضع مع الأطفال وغيرهم . ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه " ) . اللهم اجعلنا من محبيه ومواليه ولا تجعلنا من مبغضيه ومعاديه ، فإن محبوب المحبوب محبوب ، وفي قلب المحب المغلوب مطلوب . ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية